طه العبد يكتب.. هلْ تَبغِي جَسَدِيَ قَنطَرةً لِهِلالٍ قَادِم؟
من نص مواقيت باللون الأزرق لأوجاع الماء
هلْ تَبغِي جَسَدِيَ قَنطَرةً لِهِلالٍ قَادِم؟
أشرِع قَانُوَنكَ فِيَّ ..
واغْرُز أنيَابَكَ فِي لَحمِي المَيِّتِ .
كالبَحرِ المَيِّتِ والمَالِح،
هذا إظفرُكَ الجَارِح ..
لم أتذكَّر أيَّ امرَأةٍ،
إلّا سَيِّدةً غَمَرَتْ كفَّيْها بالرَّمْلِ وطشَّتْ َودَعًا،
قالت: يَعْتَرِفُ الذِّئْبُ بِمَوْتِ الشَّاةِ،
لكنَّ الذِّئبَ يُغَادِرُ مَخْدَعَهُ
حتَّى يتَبيَّنَ نُورَ النَّقمَةِ فِي أوَّلِ أشهُرِها الحُرمِ
اللّيلةَ فاذهَبْ عمَّدْتُكَ،
هذا مِعْمَادُ الحُلمِ .
فأيَّ النَّجَماتِ تُرِيد؟
إنِّي أسْكُبُها نَهْرًا يَتَدفَّقُ فِي قائِظِ رملِكَ
هذا الرَّملِ المُهمَل ..
فَتَدَفَّق يا نَجمَ الليلِ أَراكَ اتَّسعَت شَفَتَاكَ تَمَهَّل،
لم أكمِلْ
إنِّي استَقرَأتُ نُبُوءَتَها،
وحَفَظتُ وَصِيَّتَهَا
حيْنَ اقْتَرَبَ الكَرْمِلُ مِنِّي،،
وَشْوَشَ فِي أذُنِي،
خبَّرَنِي أنَّ الإكلِيلَ وَليدُ الزَّيتُونِ،
وأنَّ هنَالِكَ دَالِيةً تَرقُبُني..
وأنَا فِي السِّرِّ خَبِيءُ
فَنَسِيتُ النَّجمَةَ
حِيْنَ تَذَكَّرتُ امَرَأةً غَمَرَت كَفَّيها بالرَّملِ
وطشَّتْ وَدَعًا،
ورجَعْتُ كطِفلٍ يَعرِفُ كَيفَ يُرَاوِغُ حِينَ يُسِيءُ
وبَكَيْتُ قَليلاً فِي السِّرِّ
لوَّنتُ الأزرقَ باللّيلِ
ولوَّنتُ
اللّيلَ
بِلَونِ
البَحْرِ
طه العبد
من نص مواقيت باللون الأزرق لأوجاع الماء
من مجموعة
تضاريس البحر أوجاع الماء
كتب النص عام ١٩٩٢