عبير حلمي تكتب.. التحدي الكبير
عندما أبحرت بقلمي للكتابة والتعبير و الإفصاح عن ما بالعقل والقلب ، أجد نفسي أحذو حذو الكُتّاب والأدباء من هم مهتمون بالبحث و ماثلون أنفسهم للدفاع عن القلم وحرية القلم في الإبداع . من منهم مطّلع لعالم العصر الحالي ويقول عنه نحن بالعصر الذهبي للتنوير والحرية والاستطلاع للرأي والرأي الآخر دون محاباة ومن منهم من يقول أين عصر السابقون العظماء عصر من لهم أصول وجذور في الإبداع ومهد الحضارات ،وأنا هنا لست مع أو ضد .لأنّ لكل عصر مزاياه وعيوبه، ولكل وقت أوان ونحن من نصنع من العصر شكل محدد بخطى ثابتة في اتجاه الإصلاح حسب رؤية جيل بأكمله فجميعنا يكمل بعضه البعض ، للنهوض بمجتمعاتنا والحفاظ على تراثنا و للاستفادة مِن مَنْ سبقونا لنكمل الخطى ونضع بصماتنا للأخرين من هم سيأتون بعدنا و يكملون مسيرتنا جيلا وراء جيل،
ويحب أن تكون بصماتنا لها تأثير مثلما كان للأديب نجيب محفوظ والشاعر أحمد شوقي و عميد الأدب العربي طه حسين و المناضل مصطفى كامل وغيرهم من الكثيرين وإن كنت أتفق أو أختلف مع أي الآراء ولكن لنتفق جميعًا على شيء هام وأساسي وهو حرية الرأي والرأي الآخر . هذا أبسط قانون الحياة المتداول بين البشر وهنا نكتب التاريخ بسطور من ذهب . هناك من يرى أصله في تاريخه وفيما صنعه الأجداد ويفتخر أنه حفيد هؤلاء العظماء كما أفتخر أنا بأجدادي الفراعنة وما أجمل ما قدموه للبشرية من إبداعات تاريخية ، وتقدم علمي في الطب وفي التحنيط وفي صناعة عجلات الحرب وفي الآثار وتاريخ الحروب والانتصارات و بناء الأهرامات والمعابد والمسلات ….الخ .
وما يلو ذلك العصر العظيم من عصور كثيرة كانت مهد الحضارات ، وحضارة تلو الأخرى إلى العصر الحديث الذي ننتمي له جميعًا الآن .فنحن من نصنع الآن ذاك التحدي ، ونحن من نسجل التاريخ في الملفات وبالفعل أصبح عصرنا هذا مع التقدم والتكنولوجيا من أصعب و أعقد العصور مر بها التاريخ وهناك تحدي جديد كان من صُنع تلك الحداثة والتكنولوجيا و الحروب الباردة بين الدول الشعوب بعضها البعض وهو عصر الكورونا وخلافها من فيروسات ،واجه العالم كله ضربة عصيبة نتج عنها اختلاف واختلال للقوى البشرية والحكومية والقدرة على السيطرة وعلى الإقتصاد …الخ
وهنا أصبح التحدي الكبير من يبقى ومن سوف ينتهي به الأمر إلى أنه يصبح تابع فقط ،ويحرر مصيره الأخرين ولا يستطيع تقرير مصيره بنفسه ،فهناك قوى ستصبح قوى محركة للعالم كله ،قوى الإقتصاد العالمي وما يصاحبه من مؤشرات لصالح دول ضد دول أخرى ،ومن هنا نحن الآن نصنع تاريخنا المعاصر ونقبل التحدي فنحن أبناء الفراعنة ، ومرت بنا كل الصعاب وكافة التحديات ومازال المصري العريق ثابت الخطى لا يهزه ريح، مقدام و مصابر ومؤمن بنفسه و بعزة كرامته شامخا يعلو جبهته التحدي والشموخ ويقول نحن لها للعبور إلى بر الأمان . واثقون في الله جلّٰ جلاله من ذكر مصر في الإنجيل والقرآن . وها هي مصر بقطبي الأمة ، تحيا الهلال مع الصليب . ووحدتنا في قوتنا لنتحدى المستحيل ونصل لبر الأمان ، آمنين مخلصين لوطننا كل حين ونقول تحيا مصر إلى أبد الآبدين آمين .