عبير حلمي تكتب.. القيل والقال
إثر الشغف والبحث في عالم الحِكم والأقوال على مرّ العصور لفت انتباهي( القيل والقال) بأقوال لم تنتسب لأحد بعينه ،و كأن الجميع واحد لا فرق بينهم وهم حكماء العرب في قديم الزمان وإنما في بعض العصور الأخرى تم تدوين ونسب كل قول لصاحبه وهكذا أصبح صاحب المقولة حكيم الزمان مثل الحكيم لقمان وأرسطو وألبرت أينشتاين وعباس محمود العقاد و ….الخ،
وكان ومازال ينتظر من كل كاتب وصاحب فكر مستنير أن يتفوّه بكلمة واحدة للاستفادة من كلام العقل المتزن الذي يرصد الأحداث و يعبر عنها بأسلوبه المبدع ،
ويعبّر بالحقيقة عن حقائق بعيّنيها وكأنه عاش واختبر كل تجارب البشر وكأنه مرّ بكل الظروف حسنة كانت أم سيئة،والعجيب أن هذه الأقوال ما زالت تلامس القلوب إلى الآن سواء كانت قديمة بقدم الزمان أو حديثة فهي تلامس الشعور والوجدان حين سماعها أو قراءتها ،لذلك وبالمقارنة بالأمثال الشعبية أيضا وُجِدَ بعض التشابه .وهنا نتوقف، هل هذا ما يقال عنه توارد الخواطر ؟
وهل هذا ما يقال أنه محاكاة البسطاء ولكنهم برغم بساطة معيشتهم إلا أنهم بالفعل حكماء، ومازال الكثير يقول وعلى رأي المثل …..وهناك أمثال صدقت بالفعل مع الزمن والأبحاث العلمية أثبتت صحتها ،وأصبحت حقائق بعيّنيها ولنا مقال آخر في هذا الباع لنتعرف على حقائق الأقوال ثبتت صحتها بالفعل ولكن هذا المقال يقتصر على الأقوال فقط وليس البحث ؛ومن كل ذلك أدركت أهمية فلسفة القول وكأنه يُسجل للتاريخ وسيصبح في يوم من الأيام حكمة من حكم الزمان أو ربما يؤكد بإثبات علمي فيما بعد والله وأعلم ، فهي بالفعل أقوال تمثل حقيقة واقع مُعاش في جملة أو اثنين بمثابة اختبار لمواقف عديده تلامس و تتلامس مع مشاعر كل البشر ويعبّر عنها من قادر على التمييز والمقارنة وفصاحة التعبير ليعبّر عن ما بداخلِه وما بداخل كل من حوله؛
(فغالبًا الفرح واحد و المرّ واحد في كل جيل ) فنحن غالبًا نعيش نفس الحياة، والأغرب من كل ذلك أن تلمسنا هذه العبارات والحكم القديمة وتتماشى معنا في العصر الحديث وكأنها لسان حالنا الآن .
هذا ما يدل على أن جميع البشر لختبروا الحياة كما هي رغم اختلاف الظروف والمناخ و…الخ. وإنما العلاقات الإنسانية ثابتة على مر العصور ، وهذا ما تم اكتشافه وسنعرض للقارئ بعض الأقوال المأثورة لحكماء العرب ولم يُذكر منْ هو صاحب القول ولذلك أُطلقنا عليها (القيل و القال) ، وسنقارن البعض منها بأمثالنا الشعبية وتوارد الفكر والخواطر رغم اختلاف العصر والزمن تمامًا.
وفي آخر المقال سوف أُسجل بعض توارد أفكاري وانفعالات قلبي ببعض المواقف فعبّرت عنها بقلمي لعل وعسى تصبح في يوم من الأيام مثال هؤلاء الحكماء العظماء أقوال مأثورة وحكم تتفوّه بها الأجيال وتلامس مشاعر القلب والروح والفكر والوجدان وتكون لسان حال كل قارئ لها في ذلك العصر أو عصور أخرى على مرّ الزمان .
(القيل والقال)
قيل ….لو غلب العقل الهوى
صرفَ المساوئ إلى المحاسن
وقال ….. فجعل البلادة حلمًا و الحدة ذكاء
المكر فطنة و الهذر بلاغة والعي صمتًا والعقوبة أدبًا والجبن حذرًا والإسراف جودًا
مثل شعبي … مرآة الحب عمياء
………………
قيل ….ما السقمُ الذي لا يبرأ والجُرح الذي لا يندمل ؟
فقال ….حاجه الكريم إلى اللئيم
مثل شعبي ..اللؤم أشد السموم
……………
قيل …منْ أسوأ الناس حالاً ؟
فقال ….من لا يثق بأحد لسوء ظنه،
لا يثق به أحد لسوء فعله .
مثل شعبي …سوء الظن يولد الشك
………….
قيل ….طال الفلاح كالضاب بالقداح ،
سهم له ويهمٌ عليه .
وقال …من عابَ سِفلة فقد رَفَعه ،
ومن عابَ شريفًا فقد حطَ من نفسِهِ
مثل شعبي …عيوبنا لم نراها وعيوب الناس نجري وراها
……………..
قيل … وعد الكريم نقدٌ وتعجيل ،
ووعدُ اللئيم مَطلٌ وتعليل .
فقال ….العذر الجميل أحسن من المطل الطويل ،
فإذا أردتَ الإنعام فأنجح ، وإذا تعذَرَت الحاجة فأفصِح
مثل شعبي …الاعتذار أسمى مكارم الأخلاق .
……………………..
قيل …أما والله لأن عزُّوا في الدنيا بالجور ،
فقال ….لقد ذَلُّوا في الآخرةِ بالعدلِ
مثل شعبي …..خذ من الدنيا قوتًا ينفعك بالآخرة
…………..
بعض أقوال كاتب المقال
المتفائلون :
ضي القمر ينير الظلام
أما المتشائمون :
الظلام دامس في وَضَح النهار
…………
راية الظلم تنتشر
والبشر يبدو متغافلا
السماء مازالت تنظر شاهدة
…………
ميزّ الخالق الإنسان
بالإدراك والإحساس
وإن غاب إحداهما
غاب عنه وصف الإنسان
…..
فرحة العيد
كحك ولبس جديد
وإن غاب روح التجديد
فُقد ما لذَّ وطاب أكيد
………..
يمرّ على القلب
الحب والموت
كلاهما بلا استئذان