ذات ليلة كان القمر وليدا ؛ هلالٌ بين النجوم يتباهى رغم إخفاء السطوع ورغم عدم الاكتمال وباتت النجوم رغم أنها أكثر سطوعاً في تلك الليلة إلا أنها لم تفكر بالمثل ولم تتباهى ، وظلت تضوي وتضئ في صمت بلا كسل أو خذلان ،ولكنها كانت تترقب الصورة و تقرأ المشهد وتتساءل هل ذاك هو القمر الذي كان بالأمس قمرا كاملا للأوصاف (سبحان مغيير الأحوال)،وبعد فترة صمت رهيبة لم تجد النجوم إجابة على السؤال ولكنهم قالوا: فالننتظر ونشاهد ماذا سيحل بالقمر الهلال وهل سيعود كما كان في أجمل صوره أم سيظل كما هو له وجود كمثل عدمه و البريق الخافت دليل بقاء الحال،مرت الساعات واختفى الهلال وبعد فترة وجيزة عاد من جديد القمر الساطع بالظهور كما كان قمرا( ١٤ ) كاملا لامعا يضيء المكان ولكنه في تلك المرة لم يتباهى نهائياً ولن يتباهى فقد تعلم الدرس، ولسان حاله يقول : دوام الحال من المحال .وعادت النجوم كما كانت تنتشر بالسماء وتتراقص على ضي قمر الزمان وتقول سبحان مغير الأحوال .