عبير سليمان تكتب.. سل الريح
سل الريح
سل الريح إذا ما ذرت
وطن القبور…..
وطن تغنت فيه البلابل
والعصافير
وكل شاعر
ذي شعور…..
وطن وهب للحياة قبلتها
وزينها
بالرياحين والمنثور….
وكان
إذا ماندهته همسا
هب يلبيك
كالقمقم المسحور…
وطن يجبر
ما كسرته فيك الدنى
ويشفي ندب
الدهور…
ويمسح على شعرك
كأم رؤوم
ويداوي جراحك
بالطيب والبخور….
سل الريح
سلها.
أين ذاك الوطن….
كيف استباحت حرمته
الصقور….
وكيف سمح للعبيد
بتمزيق وحدته
وبقتل أحبته
وبتدنيس ثراه الطهور…..
من سمح للغربان
من سمح للغربان
بشرب دماء وريده
ونهب ما تبقى
من خيره
ألم يكن للشهيد
حق الحضور……
ألم يكن للأطفال
فيه حق
وللأرامل
وعاريي الصدور…..
وكيف هانت عليه
تأوهات الملاكة
وتغاضى
عن أنات السطور…..
كبر البعوض فيك
ياوطني
ويحتاج لسم بتور….
يستأصله كما وباء
تغلغل
في عمق الجذور…..
ياوطني
ياوطن السنابل والزهور
هات وعدا
هات وعدا
بأن تكون لنا العين
السهور ….
سنفتديك
بما تبقى لنا
من الدماء
ونكون
خير من يفيك
النذور…….
بقلمي / عبير سليمان سليمان
سوريا