في ليل الغياب، تناديك روحي بألم الصمت،
علمني كيف أنسى لهيب الاشتياق
بين جفون الحزن وأهداب الأمل المتراقص،
تاه قلبي في صحراء الفراق.
آه، يا زمن البعد، كيف أنساك وأنت نقشٌ في الذاكرة؟
يا من سكنت الروح والفؤاد كوشمٍ خالد،
علمني كيف أخمد نار الأشواق
وأصوغ الليل بنبض الوداد.
كأن الروح تسري في العروق كشريان الحياة،
علمني، يا من سكنت الروح كالظل،
كيف أطفئ الشوق في ليلٍ بلا نجوم؟
كيف أواجه صمت الساعات التي تتابع،
وأنت بعيد كحلم مضى دون أن يتحقق؟
كيف أسير في درب الحياة؟
وكيف تظل نبضات القلب تناديك كنداء الطيور المهاجرة؟
علمني، يا من أضأت الليل بضياء كالقمر،
كيف أعيش بين اللحظات وأنت بعيد كطيف السراب؟
في كل زاوية من زوايا العمر، تسكن ذكراك،
مثل أثر الخطى على الرمال، لا يزول ولا ينمحي.
أبحث في مرآة الأيام عن وجهك،
لكنه يختفي كخيوط الفجر في الأفق البعيد.
تذكرني نسمات الليل بحديثك،
وتسألني، كيف أعيش بين ظل الأمل وواقع الفراق؟
روضة الجبالي
تونس