إبداعات أدبية

قراءة نقدية لرواية واد جده (سجين قشر البندق)

عندما قرأتُ روايةَ واد جده (سجين قشر البندق) للأديب مصطفى البلكي

إعداد  الشاعرة / هدى عز الدين 

وجدتُني أمام نصٍ نُسجت خيوطُه بحرفيةٍ،ووقفت أمام الدلالةِ النفسيةِ للشخوصِ.  لقد نسج لكلٍ منهم حالتَة النفسيةَ .من خلالِ أحداثٍ سياسيةٍ واجتماعيةٍ ورغم أن الأحداثَ متشابهةٌ أو قد نقولُ واحدةٌ .مما جعلني كقارئةٍ أتساءلُ هل الوقتُ يُورَّثُ أم يعادُ.لكنني مازالت أؤمنُ بأنَّ الوقتَ يورثُ أو يتركُ فينا الأثرَ النفسيَ.وهذا ما يؤكده الكاتبُ دون قصدٍ أو ربما قصَدَه اللاوعي ..ألا وهو مفردةُ الوقتِ بتعددِ مجازِها ومضمونِها .وتعبر المفردةُ عن أن الإنسانَ مازال يخافُ من المجهولِ أو أن تفوتَه الفرصةُ ويُضيِّعَالوقتَ وقطارَ النجاح ِ والتفوقِ.ولقد ورث الخياطُ من جدِّهِ معرفةَ حكاياتِ الناسِ وأسرارَهم .وخلق له الكاتبُ أحداثا مدهشةً كي يجعلَه يرثُ جدَّه وتتوارثَ الأوقاتَ وتتشابه العقولُ ثم ترك لنا الأثرَ النفسيَّ والعقليَ للقراءةِ وهو، تغيرت كل المفاهيمِ النفسيةِ والعقليةِ للخياط ِ الذي عُنفَ نفسيا من الناظرِ بل أكدَّ لنا روحَ التحدي وأنه أصبحَ ماهرا في القراءةِ التي صنعت منه مع الوقتِ بطلا و قاتلا وحبيبا وصاحبَ نضالٍ تاجرا بل ومعالجا نفسيا لراجية التي تعبر عن دورِ المرأةِ في المجتمعِ رغم ثقافتِها وفنِّها وجمالِها إلا أنها تقعُ فريسةً لكلِّ شوافٍ له عيونُ الذئبِ.نقلنا الكاتبُ عبرَ تواريخَ سياسيةٍ واقتصاديةٍ تؤدي رأيأ عن أحداثٍ مازالت تحدثُ حتى الآن. لعبةُ إسقاطٍ بمنتهى المهارةِ . الصراعُ في الروايةِ هو ليس عنيفا جامحا لكنَّ الساردَ أخذنا في لعبةٍ تريحُ القلبَ من تجلياتِ أسلوبِه الأديبي الراقي وكما تعلمون، أنا شاعرة ، وجدتُ في السردِ المتعةَ الشاعريةَ والفلسفيةَ.حيث يأخدُنا في طياتِه نحلقُ مع كلِّ الشخوصِ والتركيباتِ المعقدةِ و أثرَ المجتمعِ. الحوارُ كان أشبهَ بتناغمِ النجومِ وهي ترسل النورَ ولا تفوتُني الإشارة إلى أن واد جده سجينُ مجتمعٍ قيدته عاداتٌ وتقاليدُ هشةٌ وبعد ثقافتِه التي اكتسبها من خلالِ القراءةِ والاختلاطِ بكلِّ فئاتِ المجتمعِ شعرَ بهشاشةِ سجنِه المزيفِ الذي شبهَه الكاتبُ بقشرِ البندقِ

فلا سطوةَ للسجونِ على الفكرِ، الفكرةُ لا تموتُ طافَ طُوافُ الخوفِ بأديبِنا الراقي أستاذ مصطفى، وهو الخوفُ من الغلاءِ والغباءِ السياسي والاقتصادي والإرث يا سادةُ في عقول الحكامِ والأحكامِ ومن مهارةِ الكاتبِ أنه تنحى كثيرا عن دورِ الأمِّ في العملِ الأدبيِ .الأمُّ هي من تدفعُ عن أولادِها أعباءَ الحياةِ وإن سلبَها القدرُ حقَّها الأمُ من تطعمُ وتسهرُ وتكونُ راعيةَ حقوقٍ وقد أفصحَ الكاتبُ عن ايدولجيتِه وهنا نحن لا نريدُ أن نقفَ نناطحُ الرياحَ بل نكنُّ للكاتبِ احتراما كبيرا لإرثِه من جدِّه الزعيمِ الراحلِ جمال عبدالناصر وإن كنتُ قد تجاوزتُ في القراءة وأنا أتحسسُ آراءً فلسفيةً عميقةًلدى الكاتبِ تاخذُنا للسرياليةِ الخلاقةِ  وتأملِ كلِّ ما يجولُ بخاطرِه أو يراهُ من لوحاتٍ فنيةٍ أو ربما حوارٍ مع أحدِ البسطاءِ .

أراه يتجولُ عبرَ الحلمِ والحقيقةِ يسرق القاريءَ معه كي يشاهدَ حلمَه المختلفَ وكما أُجزمُ أن الكاتبَ يحملُ روحَ الشاعرِ.

هدى عز الدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى