قراءة هادئة لأوراق مشتعلة بكتاب الصراع العربي الإسرائيلي …
كشف اسرار المؤامرات الاستخباراتية الدولية منذ الحرب العالمية الثانية وحتي اليوم
عمرو عبدالرحمن – يكتب من : مصر القاهرة : هنا فلسطين
.
وسط ضجيج التساؤلات عن موعد الهجوم البري لجيش الاستعمار الإسرائيلي؟
.
نحاول قراءة الأحداث المشتعلة، بهدوء..
.
والبداية بنقطة تلقي “إسرائيل” تحذيرا قبل بدء الهجوم، حيث أصدرت المخابرات الأميركية، برقية بتاريخ 5 أكتوبر ثم وزعت تقارير تشير إلى نشاط غير عادي من جانب حماس..
– وسجلت مقاطع فيديو مقاتلي “حماس” بمعسكر تدريب علي الحدود بين غزة و”إسرائيل”.
.
إلي جانب مزاعم مصادر إسرائيلية وأميركية أن القاهرة حذرت “إسرائيل” قبل 3 أيام من الهجوم الذي تم الإعداد له لأكثر من عام! وفق وكالة أسوشييتد برس الأميركية (AP) وغيرها.
.
وهو ما نفته المصادر المصرية قطعيَا، رسميًا ودوليًا.
.
ورغم ذلك تحجرت “إسرائيل” عن التحرك قبل التعرض للضرب..!
.
والسؤال كيف تركت جنودها يتم سحقهم وأسرهم بالآلاف واستباحة شرف جيشها الاستعماري المدجج بأحدث أسلحة القتل؟
.
الإجابة بسؤال جديد!
– ماذا لو كانت “إسرائيل” علمت فعلا، بغض النظر عن “جهة التحذير”، رغم ذلك قررت عدم التحرك والتعرض للضربة الأولي، ليكون لها حق الرد الساحق والشامل، تنفيذا لمخططها القديم (بالضغط علي أهل غزة وتهجيرهم لسيناء) والذي كادت تحققه في حكم الإخوان المتأسلمين لمصر، لولا عناية الله بأرضه وخير جنده؟
.
الإجابة : هذا وارد بكل تأكيد.
.
لكن المؤكد أنها لم تتخيل مطلقا حجم وقوة الضربة العربية..
.
وهو ما اعترفت به بألسنة كثيرين، آخرهم رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، بقوله: إن “إسرائيل” تعرضت لـ”ضربة لا تطاق”.
.
وهو ما أصابها بالصدمة والرعب والجنون، لدرجة ارتكاب جرائم حرب وإبادة شاملة بقنابل الفسفور المحرمة دوليا..
– علي خطي سيدتها أمريكا في حروبها الاستعمارية الوحشية ضد كوريا الشمالية وفييتنام وأفغانستان والعراق..
.
المفاجأة الأكبر، أن “إسرائيل” فوجئت بتمسك أهل غزة بأرضهم وعدم الهجرة لسيناء، حتي أولئك الذين انهدمت بيوتهم علي رؤوسهم، وخرجوا من قلب الدماء والدمار، يعلنونها مدوية:
– لن نخرج من أرضنا حتي الموت أو النصر بإذن الله.
.
وهنا نسجل للحق والتاريخ؛ أن مصر بدورها، أعلنتها مدوية؛
1. أن سيناء خط أحمر..
2. وأن فلسطين أمن قومي لمصر، ولن نسمح بتصفية قضيتها بمخطط التهجير أو بغيره..
.
• كشف الأكاذيب الأميركية
.
نعود إلي أكذوبة تحذير مصر لـ “إسرائيل”، قبل ضربة المقاومة بـ 3 أيام..
– فحتي (إن صدقت) – فرضًا – فهو تحذير عديم القيمة.. لأنه تم قبل الهجوم بـ96 ساعة فقط وبدون أي تفاصيل عن حجم وقوة الضربة الصاعقة!
–
– كما أنه – بفرضه جدلا – إخلاءً لأية مسئولية مزعومة لاحقًا، عن علاقة مصر بالهجوم.
.
• بين معارك 6 أكتوبر وعملية 7 أكتوبر!
.
من ناحية أخري، فرضت الأحداث أوجه شبه بين معارك السادس من أكتوبر، وعملية 7 أكتوبر، فـ”إسرائيل” وصلتها معلومات بأن مصر ستحارب، فخدعت الأجهزة المصرية “إسرائيل” بمعلومة خاطئة موجهة، حملها البطل الشهيد أشرف مروان.. بفارق بسيط عن الموعد الحقيقي لموعد الضربة الجوية.
.
هذا الفارق البسيط كان سبب النصر العظيم، لأنه جعل تل أبيب تتراجع عن إعلان التعبئة العامة، ومنح الفرصة لصقور الطيران المصرية لتحقيق عنصر المفاجأة القاتلة بالضربة الجوية الساعة 2,5 ظهرا..
– عكس أي موعد أخر كانت تتوقعه “إسرائيل”..
– خاصة وأنه كان أجازة يوم عيدهم الغفران (يوم كيبور)!
.
بالمثل؛ علمت “إسرائيل” مسبقا بهجوم المقاومة العربية، لكنها لم تتوقعه مطلقا بهذه الضخامة والذكاء والتخطيط الشامل، خاصة وأنه أيضا تم يوم أجازة (عيد العرش اليهودي)!
.
بالمقابل؛ يبقي كم الخسائر الإسرائيلية الضخمة، واستمرار المقاومة في توجيه ضرباتها القاصمة في قلب العدو بنجاح، دليلا متجددا علي برائتها من اتهامها بأن عملية 7 أكتوبر (متفق عليها مع العدو) – كما تسرع وزعم البعض بغير علم، أو كما روجت بعض أبواق الفضائيات المشبوهة.
.
• نصر باعتراف “الآخر”
.
جدير بالذكر؛ أن أوجه الشبه بين معارك النصر المصري العظيم في السادس من أكتوبر، وبين بدايات الضربة الحربية التي وجهتها المقاومة العربية يوم السابع من أكتوبر، يستحيل إنكارها.
.
وهو ما وثقه خبراء حربيون واستراتيجيون دوليون، منهم الكاتب ” كينيث بولاك ” بصحيفة (فورين بوليسي FP) الأميركية، قائلا:- أن المقاومة العربية ذاكرت كتاب نصر أكتوبر المصري جيدا..؛
.
بداية بتطبيق الخداع الاستراتيجي وإظهار الانشغال بالتهدئة والصراعات الداخلية، بل تهدئة حركات أخري كحركة الجهاد الإسلامي، إذا حاولت شن عمليات عسكرية..
.
ثم توقيت الهجوم يوم أجازة عيد العرش اليهودي..
.
ثم تكتيك الهجوم الشامل، بأكبر عدد من القوات للضرب في العمق علي كافة جبهات المواجهة وعديد من المواقع الإسرائيلية..
– عكس تكتيك المقاومة التقليدي (اضرب واهرب) أو حرب العصابات..
.
مشيرا إلي أن الجزء الثاني من كتاب النصر العظيم الذي أبدعه المصريون، هو دراستهم لرد الفعل الإسرائيلي واستعدادهم له مسبقا، بتكتيك قتال [الفرد ضد الدبابة]، لذلك حين أعلنت “إسرائيل” الرد بهجوم بري واسع النطاق، تصدي له المحاربون المصريون بصواريخ ساجر الروسية المضادة للدروع، التي يطلقها جنود المشاه، واشتهرت بقاهرة الدبابات الإسرائيلية.
.
• المقاومة العربية والسلاح الروسي!
.
المثير للدهشة، أن المقاومة العربية، استخدمت أسلحة روسية مشابهة لما استخدمتها مصر، وبنفس الأهداف التكتيكية، في التصدي لهجمات الدبابات الإسرائيلية عقب هجوم 7 أكتوبر..
.
وذلك تتويجا لعلاقات عسكرية قوية، ربطت موسكو بالمقاومة العربية، عبر سلسلة من اللقاءات الرسمية المتبادلة، آخرها في سبتمبر الماضي، حين زار إسماعيل هنية، موسكو تلبية لدعوة رسمية.
.
سبقتها زيارة وفد حماس لروسيا في مارس الماضي، وفقا لـ”موقف روسيا الثابت الداعم للحل العادل للمشكلة الفلسطينية”.
.
وسجلت تقارير عبر السنوات الماضية، ومن قبل الحرب في أوكرانيا، بأن مسلحي حماس يستخدمون أنظمة تسليح روسية الصنع، كالصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، والصواريخ المحمولة كتفًا.
.
إلا أن أشهر هذه اللقاءات تمت عام 2022، شملت مباحثات بين مسؤولي الخارجية الروسية مع موسى أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الدولية بحركة “حماس”.. بالتزامن مع توتر العلاقات الروسية – الإسرائيلية..
.
وذلك حين كشف ” سيرجي لافروف ” – وزير الخارجية الروسي أن الزعيم ” أدولف هيتلر ” كان يهوديا نازيا . وليس مسيحيا ألمانيا ..
– دليلا أنه كان شريكًا بمؤامرة استعمارية عالمية، لتهجير يهود ألمانيا لاحتلال فلسطين العربية، عبر عملية (ترانسفير Transfer)، المشتركة بين مخابرات الغرب والاتحاد السوفييتي المنقضي، والجستابو النازي..
– وأن اضطهاده لهم كان مسرحية إعلامية، قبل تهريبه هو نفسه عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، بعملية (أوديسا Odessa) لأمريكا اللاتينية حيث عاش وتزوج عشيقته اليهودية مثله (إيفا براون Eva Braun) – حتي وفاته أوائل السبعينات بالأرجنتين!
.
– وربما.. لهذا السبب تم اغتيال الزعيمة الأرجنتينية (إيفا بيرون Eva Peron) التي كانت محاربة للإمبريالية الأميركية وأنشطتها الاستعمارية في بلادها وما حولها.
.
ويذكر أن (كلاوس باربي Klaus Barbie) أحد زعماء الجستابو النازيين، والمشهور بسفاح ليون معقل المقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال النازي لها، واصل التعاون مع المخابرات الأميركية، حين دبر عملية اغتيال الزعيم الأرجنتيني الشهير / إرنستو تشي جيفارا ..
.
• خلاصة كتاب النصر العظيم
.
إن المقاومة التي ذاكرت كتاب النصر المصري، مستعدة بنفس السلاح، وبنفس التكتيك لمواجهة الغزو البري الشامل الذي لازالت إسرائيل مترددة في إعلانه، مكتفية بالقصف الوحشي البربري للارض العربية المحتلة.
.
أما الجزء الثالث من كتاب النصر المصري العظيم، فهو يتعلق بالهدف الاستراتيجي (بعيد المدي) للحرب التكتيكية التي أطلقتها مصر عام 1973، وهو: إعادة التفاوض علي استرداد أرضنا المحتلة في سيناء، من موقف القوي المنتصر..
– وهو ما تحقق بالفعل فيم بعد.. وتم استرداد سيناء حتي آخر شبر من ترابها المقدس، بفضل الله تعالي.
.
هذا الجزء هو ما تنتظر المقاومة العربية تنفيذه، فور توقف القصف الإسرائيلي، في ظل الصمود الشعبي العربي لأهل غزة، وعدم انسياقهم لدعوات التهجير الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
.
وحيث تملك المقاومة ورقة ذهبية لإعادة التفاوض من موقع قوة، وهي آلاف الأسري من جيش الاستعمار الإسرائيلي.
.
ووقتها – وهو استنتاج إيجابي محتمل بشدة – أن تسلم المقاومة العربية أوراق التفاوض كاملة لمصر، التي فرضت هيمنتها علي ملف غزة، منذ 21 مايو 2021، عقب تحقيق انتصارنا الشامل علي الإرهاب الحمساوي وغير الحمساوي.. ثم إحياء المقاومة العربية وإعادة توجيه بوصلتها نحو العدو المشترك لمصر والعرب أجمعين.
.
– خاصة وأن المخابرات المصرية وحدها هي التي تولت مهمة وقف كافة الصراعات التي وقعت بين المقاومة و”إسرائيل”، خلال العامين الماضيين، بشهادة أميركا واعترافا منها، بقدرة القاهرة علي السيطرة علي ملف غزة بالكامل.
.
.
.
• روابط ومصادر
.
كلاوس باربي
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%B3_%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D9%8A
.
هل تدعم روسيا حركة “حماس”؟
الحرة – واشنطن
11 أكتوبر 2023
https://www.alhurra.com/palestine/2023/10/11/%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3%D8%9F
.
US intelligence warned of the potential for violence days before Hamas attack
https://edition.cnn.com/2023/10/13/politics/us-intelligence-warnings-potential-gaza-clash-days-before-attack/index.html
.
What went wrong? Questions emerge over Israel’s intelligence prowess after Hamas attack
AP , Monday 9 Oct 2023
https://english.ahram.org.eg/News/509851.aspx
.
https://apnews.com/article/israel-hamas-gaza-attack-intel-a5287a18773232f26ca171233be01721
.
THE 1973 WAR ANALOGY IS DEEPER THAN YOU THINK
https://foreignpolicy.com/2023/10/13/the-1973-war-analogy-is-deeper-than-you-think/
.
رابط قناة (سمري) للإعلامي محمد ممدوح الذي كان ضيف الندوة التثقيفية للقوات المسلحة احتفالا باليوبيل الذهبى لانتصارات حرب أكتوبر، بحضور السيد الرئيس الجمهورية وقادة القوات المسلحة المصرية.
https://www.youtube.com/watch?v=vRNKaD3kjJI
.
حفظ الله مصر والعرب