قم للمعلم وفه التبجيلا...!!
بقلم /الأستاذة صباح عاصم رئيس مجلس إدارة جمعية بداية للأعمال الخيرية
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا… كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا… كلمات خالدة للشاعر أحمد شوقي تربينا عليها… تعلمنا أن المعلم والمعلمة في مقام الأب والأم… لهم السمع والطاعة والتقدير والاحترام… علاقة حب وتقدير واحترام من الطلاب وعطاء وتفان وإخلاص من المعلم… ونشأ جيل يحترم المعلم يوقره ويقدره… ونتذكرهم دائما بكل الخير… جيل يحترم بعضه البعض ويحترم المجتمع وعاداته وتقاليده… جيل عاصر زمن التربية قبل التعليم إذا عنف الطالب ووجه بحسم وبعقاب مناسب لتعديل سلوك ما ففي الصالح العام لنا… وكما وجد العقاب وجدت الإثابة والمكافأة والتشجيع… وما بين جيل سابق وجيل الحاضر تطل علينا فجوة حضارية داخل المدارس بسلوكيات البعض بعجب العجاب… ما بين سب وقذف للمعلم… لتطل علينا القنوات الإخبارية بخبر صدام لمجتمع متغير لم نعتده- ولن نندمج في سلوكياته- بوفاة معلم بإحدى المدارس مصابا بجلطة لتلقيه صفعة على وجهه من ولي أمر إحدى الطالبات!!! وعلي الجانب الآخر مقتل أحد الطلاب على يد زميله بسلاح أبيض داخل إحدى المدارس!!! حادثتان وجهين لعملة واحدة تهاون في التربية من الصغر بإهانة المعلم وعدم احترام القواعد والقوانين المدرسية والمجتمعية المنظمة لسياسات الثواب والعقاب داخل المدارس… ونشأة بين أسرة تلجأ إلى العنف لحل مشاكلها… ليشب الطفل متشبها بأسلوب الأسرة في حل أبسط مشاكلة… وللبيئة المحيطة بالطفل دور بنشر العنف في المجتمع… ليصل بنا العنف في المدارس للقتل… من خلال سلوكيات ظاهرة جليا في المجتمع بحمل السلاح وأخذ الحق بالقوة بعيدا عن القانون والطرق الشرعية… وبديلا عن أخذ الحق بالطرق القانونية المتعارف عليها… لنتحول إلي قانون الغاب … !!!والسخرية من المتسامح المتعالي عن الصغائر باتهامه بالضعف والخذلان لتتأجج مشاعر العنف والكراهية بين الطلاب وأفراد المجتمع… وللأعلام دور كبير بعرض لأفلام تشجع على العنف والبلطجة بأبطال يتخذهم الجيل القدوة لهم… ليصل بنا الحال إلى القتل لأخذ الحق!!! ظاهرة تحتاج الكثير من الاهتمام من المجتمع بأكمله… المدرسة التي سمحت بمثل هذه المواجهات بين ولي أمر غاضب ومعلم الأبناء… بديلا عن اتخاذ خطوات وإجراءات إدارية بديهية ومعروفة لدى جميع العاملين في الحقل التعليمي… بداية من رجل الأمن على بوابة المدرسة مرورا بالأخصائي الاجتماعي المسئول الأول علي حل مشاكل الطلاب واحيانافي حضور ولي الأمر وإذا تطور الخلاف يصعد الأمر إلى وكيل المدرسة -وفي نهاية المطاف- لمدير المدرسة في تدرج وظيفي قادر علي تجاوز المشكلة وامتصاص الغضب والانفعال بإدارة حكيمة بعيدا عن المواجهة التي قد نلجأاليها أحيانا في حل بعض المشكلات… لترسيخ مبدأ الكل سواسية أمام القانون ولا أحد فوق القانون ومن أخطأ يعاقب بلائحة مدرسية منظمة للعلاقة بين المعلم والطالب وبين الطلاب وبعضهم البعض تنفذ بحسم وحزم علي الجميع… مع تشديد الإجراءات الأمنية بالمدارس بدأ من تفتيش الطلاب ذاتيا وعقاب رادع لمن يحمل سلاحا أو أداة قد تسبب خطرا علي حياة الآخرين يصل إلي الاستبعاد نهائيا من المدارس النظامية حفاظا علي الطالب والمعلم علي السواء… وأناشد المسئولين بعودة رجل الشرطة النظامي للمرور في مناطق المدارس وما حولها وخاصة خلال مواعيد دخول وخروج المدارس للحد من الاحتكاك العنيف بين الطلاب… وأداة ردع لكل من تسول له نفسه باستخدام العنف… وفي هذا السياق لي مقترح بتحويل مدارس البنين الثانوية الصناعية والعامة إلي مدارس عسكرية لما بها من التزام وانضباط ولضبط السلوك المدرسي وللحد من نموذج لوسي ابن طانت فكيهة المنتشر بينهم…!!!
وأما الأسرة التي أنتجت مثل هذا العنف المدرسي فلقد أصبح ملحا لنا جميعا انتشار مراكز الإرشاد الأسري لحل المشكلات الزوجية والأسرية ومراكز لتعديل السلوك للأطفال لاحتواء أي سلوك مخالف للفطرة السليمة أو مهددا لأمن المجتمع وسلامته… وكلمتي للأعلام إعلاء مصلحة المجتمع أطفاله وشبابه ودقة الاختيار للأفلام والمسلسلات التي تعلي من قيمة العلم والأخلاق وتساعد في تكوين سلوك وتشكيل جيل بشخصية سوية متزنة… لنكون جميعا أسرة ومجتمعا وأعلاما ومؤسسات دولة صف بصف -ويدا بيد- نبني ونعمر الأرض لنستحق الخلافة فيها… وحفظ الله أبناءنا من كل سوء ودمتم في مجتمع أمن وأمان وسلام
قم للمعلم وفه التبجيلا…!!