لا تنتظر الغد، بل اذهب إليه …
بقلم الدكتور / خالد السلامي
في عصر السرعة والتكنولوجيا، حيث تتدفق المعلومات والأفكار بلا توقف، نجد أن معظمنا يقف مكتوف الأيدي منتظرًا “الغد” الذي سيحمل معه التغيير المنشود. ننتظر فرصًا قد تأتي أو لا تأتي، ونظل نعتقد أن الوقت المثالي لإنجاز أحلامنا لم يحن بعد. ولكن الحقيقة المرة هي أن هذا “الغد” الذي نتخيله، لا يأتي أبدًا وحده. إن الانتظار بلا حراك هو في جوهره نوع من الهروب، وهو العائق الأكبر بيننا وبين ما نسعى لتحقيقه.
إن الغد ليس شيئًا ننتظره، بل هو مكان نصنعه بأفعالنا اليوم. قد تكون أمامنا تحديات وعقبات، وقد نشعر بالخوف من الفشل أو عدم القدرة على الإنجاز، ولكن العظمة تبدأ بخطوة صغيرة. النجاح ليس في انتظار الظروف المثالية، بل في القدرة على التكيف والابتكار داخل تلك الظروف.
الوهم الكبير: الانتظار المثالي
كثير منا يبني خططه وأحلامه على فكرة الانتظار للمستقبل المثالي. نخبر أنفسنا أن هناك ظروفًا مثالية ستظهر في وقت ما، وعندما يحدث ذلك، سنتحرك وسنبدأ في تنفيذ ما نرغب فيه. هذا الوهم الذي يسيطر علينا يجعلنا نتراجع خطوة إلى الوراء في كل مرة نتقدم فيها خطوة للأمام. لكن الحقيقة هي أن الكمال لا يوجد في الغد، بل في العمل المستمر اليوم، بغض النظر عن العقبات التي قد تواجهنا.
المبادرة اليوم هي النجاح غدًا
من يبدأ الآن، حتى لو كانت بداية متواضعة، لديه ميزة كبيرة على من ينتظر. في عالم مليء بالتغيرات السريعة، الوقت هو العملة الأكثر قيمة. المبادرة تمكننا من استغلال هذه العملة لصالحنا، وتحويل الأفكار إلى حقائق. بدلاً من أن ننتظر التغيير أن يأتي، يمكننا أن نصبح نحن صناع هذا التغيير. لا تدع الخوف أو الشكوك تقف في طريقك، فالمبادرة تبدأ من الداخل.
عندما ننظر إلى قصص النجاح الباهرة، نجد أنها ليست نتيجة لظروف مثالية أو انتظار الفرص الذهبية. بل إنها تأتي من الأشخاص الذين قرروا أن يبدؤوا الآن، رغم كل الظروف. المبادرة هي السر، حيث أن من يبادر بالتحرك الآن، حتى وإن كان الطريق غير واضح تمامًا، يمتلك فرصة أفضل لتحقيق أحلامه. الانتظار، على النقيض، يجعلنا نفقد الوقت والطاقة. المبادرة تتطلب شجاعة، لكن هذه الشجاعة هي التي تصنع الفرق بين النجاح والفشل.
استثمار اللحظة الحالية لصنع الغد الأفضل
يقولون إن الوقت هو أكثر الأصول قيمة، ولا يمكن تعويضه أو استعادته. إن إضاعة اليوم في الانتظار دون تحقيق شيء يُعد خسارة لا يمكن تعويضها غدًا. إذا أردنا أن نصنع غدًا مختلفًا، يجب علينا أن نستثمر اللحظة الحالية بكل تفاصيلها. العمل على تحسين الذات، تعلم مهارات جديدة، أو حتى اتخاذ خطوات صغيرة نحو تحقيق الأهداف هو ما يجعل المستقبل مشرقًا. الغد ليس شيئًا مجهولًا ينتظرنا، بل هو نتيجة مباشرة لما نفعله في اللحظة الحالية.
يمكنك القول بأن الغد هو نتيجة مباشرة لأفعالنا اليوم. إذا انتظرنا أن تأتي الظروف المناسبة أو أن تتحقق الأماني دون بذل جهد، سنجد أنفسنا في نفس المكان، ننتظر. لكن إذا قررنا أن نأخذ زمام المبادرة، وأن نستثمر في هذا اليوم، سواء بتعلم شيء جديد، أو اتخاذ خطوة نحو تحقيق هدف، سنرى الفارق في الغد.
التحديات والمخاوف: جزء من الرحلة
لا يمكننا تجاهل أن هناك تحديات كثيرة تقف في طريقنا ونحن نحاول السعي نحو تحقيق أهدافنا. الخوف من الفشل، وعدم اليقين بشأن المستقبل، كلها أمور طبيعية يشعر بها كل شخص يطمح لتحقيق شيء ما. ولكن علينا أن نفهم أن تلك التحديات والمخاوف ليست عقبات يجب أن تمنعنا من التحرك. بل هي جزء لا يتجزأ من الرحلة نحو النجاح. بدلاً من التراجع أمامها، يجب أن نواجهها بجرأة ونعمل على تخطيها بطرق مبتكرة.
***
المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وحاصل على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم وحاصل على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي 2023 وعضو اتحاد الوطن العربي الدولي.
عضو الامانه العامه للمركز العربي الأوربي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي
رئيس الهيئه الدوليه لأصحاب الهمم في مؤسسة سفراء البورد الأوروبي