يهل علينا عيد الأضحى المبارك كل عام وحضراتكم جميعا بخير …
ويسمى عيد الأضحية، ويقوم كثير من الناس بذبح الأضاحى اقتضاء بسنة سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد عليهم السلام ، وهناك قواعد نلتزم بها قبل وأثناء وبعد الأضحية فى طريقة شراء الأضحية وطريقة ذبحها وتوزيع لحومها تبعا لسنة سيدنا محمد .
إن تقديم القرابين وذبح الأضاحى ؛ يُعتبران وجهان لعملة واحدة، تتمثل فى فكرة التقرب إلى الإله، فنجد أن المصريين القدماء أول من عرفوا الأضاحى بالفعل، وذلك كنوع من أنواع التقرب للآلهة، كما عرفوا إهداء الأضاحى وتقديم القرابين بأشكال وأنواع متعددة، وكان الهدف من تقديم هذه القرابين؛ هو رضا الآلهة، وانتشار الرخاء فى الدولة.
حرص المصرى القديم على تربية الماشية وتسمينها وحلبها وتوليدها وإرضاعها وعلاجها وتحسين سلالاتها وذلك للاستهلاك اليومى وتحسين الدخل والقرابين، لذا اهتم بها وكان يجز صوفها ويغسلها كل ظهيرة ويضع على ظهرها ما يقها برد الشتاء ويضع فى رقبتها الزهور، وكان يلاطفها أثناء الطعام والشراب، ويخصص لها حظائر قرب بيته.
لا تكاد مقبرة تخلو من منظر يمثل الثيران وهى تساق إلى قاعة ذات أعمدة بينما يشرف رئيس القصابين على عملية الذبح وقطع اللحوم وتعليقها لكى تجف وكانوا يحظرون ذبح إناث البقر لما يؤدى إليه ذبحها من القضاء على الثروة الحيوانية.
أن المصرى القديم كان يكشف على الحيوان يصفة مستمرة حيث كانت المعابد ترسل كهنة بمثابة مفتشين عند مربى الماشية ويفحصون كل حيوان فحصا دقيقا فى حالة وقوفه ورقاده ويسحبون لسانه لمعرفة سلامته وخلوه من المرض وينظرون إن كان شعر الذيل ناميا نموا صحيحا بعد ذلك يعلنون أنه حيوان صالح للذبح وذلك بوضع حبل حول قرنيه ويضعون على الحبل ختم من الطين وهناك على أحد جدران معبد أبيدوس منظرا يمثل أحد الأطباء البيطريين وهو يلقى على الطلبة درسا فى تشريح البقرة.
وكان يوضع فى رقبة الثور المضحى به “جرس”، كانت عادة المصريون القدماء عند تقديم القرابين للإلهة أن يوضع جرس حول رقبة العجل ليعلم كل الناس أنه سوف يقدم قربانا للإله ويوسعون له الطريق وأيضا لكى يعلم الفقراء أن هناك اضحية فيذهبون الى المعبد لنيل قدر من اللحم.
وعرف عن المصرى القديم الرفق بالحيوان و عرف أيضاَ ضرورة ترديد نصوص دينية معينه قبل ذبح الحيوان، فكان يبدأ ” باسم الإله ” وبما نصه : “باسم الإله العظيم ليتقبـلها الآله من عبده