للاإيمان الشباني تكتب..الثقة بالنفس
حينما نتحدث عن صور وعن أحداث و معاملات يعيشها الفرد داخل مجتمعه ومع أقرب الناس إليه ،نلاحظ وقفته طريقة كلامه ،فتتجلى ثقته بنفسه هل واثق،ام مهزوز ،أم منعدمة لديه . الثقة بالنفس، تأخذ أشكالا متنوعة حسب البيئة وحسب التربية وحسب ما يحيط بنا من أشخاص و أحداث و مواقف.
هناك أنواع كثيرة من الثقة بالنفس و هي التي تجعل الفرد يرقى إلى تعامل خاص مع من يحيطون به .هناك الثقة العزيزة بالنفس وهي سمة ترقى بالشحص حسب المواقف التي يعيشها، ويعززها بأخلاق ومعاملات فعلية.هناك الثقه مكتسبة، وهي الثقة بالنفس التي تنمى بالتجربة وبالحوار مع الآخر ، بالإحتكاك والممارسة الفعلية لما شاهد وسمع من الأسرة والمحيطين به وغالبا تكتسب منذ الطفولة فترسخ احداث ومواقف عاشها في كنف من ربوه وكانوا بعزة نفس جعلتهم واثقين بأنفسهم .هناك الثقه المتعلقة بالمهام وتكون مرتبطة بمهمة او ظروف معيشية يبدع فيها الشخص ويظهر تفننه او قيمته بنفسه أمام الاخر، حين يثقن الدور الذي طلب منه او المهمة الموكولة إليه على أحسن وجه ،حين يدرس كل جوانبها السلبية والايجابية، وبالتالي يصبح في ثقته المتعلقة بالمهام له خاصية تختلف عن ثقة الاخرين فيه وبه .هناك الثقة الزائدة بالنفس وهي مرضية ، والتي تصبح نوعا من الغرور وقد تنتقل إلى تصرفات النرجسية دون ان يشعر صاحبها بذلك، ويصبح مضخما حقيقته أو حجمه دون قدرته على فعل ما ضخم ،ويعيش في وهم متكرر .هناك الثقة الزائفة، هي ثقة وهمية تنتج عن تملق الغير لصاحبها حين يكثر في مدحه ويضخم حجم ما يتعامل به معه فيصدق تلك الكذبة الزائفة في ذات يصيبها خلل دون اقتناع لانها صنعت من فراغ كالسنابل العالية و الفارغة .لابد من لحظة هدوء وتروي مع النفس وأنت تتوسد مخدتك لا بد من تحليل لابد من تدوين لكل أحداث اليوم ومواجهة نفسك بنفسك .لابد من جدولة يكون بها الإيجابي والسلبي اليومي لكي تكتشف الكفة الأعلى،و لتقوم ميزان حياتك.
ليست هناك مثالية وليس هناك تعادل بين الإيجابي والسلبي، ولكن هناك توازن ذاتي تصنعه بعد مراحل وأحداث تمر بها، لكي تسير العجلة على أحسن ما يرام أو بنسبة توازن تجعلنا نعيش لهدف دون خلل. النفس بحاجة لحالة سلام وسلم. النفس بحاجة للحظة سكون بنغمة حفظ وتحفظ تعيد فيها الأوراق، وتستعيد بعدها القوة لتنهض إن سقطت ولتقوى اكثر إن كانت نفسك على صواب ،وكل هذا يعطينا ثقة بأنفسنا اننا قادرون على التغلغل والتغلب والتفعيل والتفاعل .
1 لتثق بنفسك لابد ان تجعل توازنا بالإنصات لعقلك وقلبك معا حتى لا ترجح أحدهما على الآخر فيصيبك الفثور ولنفسك يصعب عليها العثور، حينها تتبعثر الأفكار، تختل المفاهيم إلى غير صوابها وتفقد السيطرة فتضيع الثقة بنفسك ،مما يجعل الآخر لا يثق بك، وهذا اخطر مما يمكن ان تتصور .
2 لكي تستطيع ان تربح ثقتك بنفسك لابد ان تربح إنسانيتك مع نفسك اولآ حين لا تظلمها وحين تعطيها حقها فتستطيع إعطاء حق الآخر بنزاهة.
3 لكي تستطيع ربح ثقتك بنفسك لابد ان تربح ضميرك وهذا يتحقق عندما لا تظلم ولا تحب أن تظلم فتعطي لضميرك شهادة تقدير تستشعرها اولآ قبل أن يقدرها ويستشعرها الآخر .
4 لكي تستطيع ربح ثقتك بنفسك لابد ان تربح وسام قمة خلقك بتعاملك الجيد مع من هم حولك لتسمو نفسك وتعلو قيمتك وتعزز ثقتك .
5 لكي تستطيع ربح ثقتك بنفسك لابد أن تشعر بنقاء قلبك بعدم الحقد والضغينة او النظر لما في يد غيرك حتى لا تضعف مكامن الخير والنقاء بداخلك.
إذا جمعنا نقاء القلب وسمو الذات ووسام الخلق وتقدير الضمير والإعتزاز بالإنسانية والإنصات للعقل والقلب وجعل التوازن بينهم بارتقاء النفس إلى درجة الثقة واكيد لن تجدها او لن يمنحك إياها سوى تعاملك و رقيك و رقابتك لأي تصرف تقوم به اذاك نصل إلى قمة الرقي بحصاد الثقة بالنفس
و من صفات الواثق بنفسه : كلماته مفعمة بالحيوية والنشاط ،صادقة سهلة الوصول للمتلقي كيفما كان لأن العبارات تصبح اعتيادية ولا يبحث عن المحسنات أو تنميق للجمل ،افكاره مرتبة، منظمة ويسهل فهمها وتترك أثرا عند من معه
من علامات الواثق بنفسه،
*عدم تكرار المعلومات وتجد كلامه مقنن لا يزيغ عن محور الحديث الذي بصدده وله القدرة لايصاله بعفوية دون قيد او شرط و الإفصاح عن الحقيقة دون تزويق.
* صوته معتدل، لا يصرخ ليفزع من أمامه ولا يتحدث بصوت يجعل المستمع يمل كلامه ،صوته يلائم كل فئة يخاطبها وان تعددت كذلك نبرة صوته تتعدد.
الواثق بنفسه ودود قيادي خلوق جذاب * يتفاعل مع كل الأنظمة التمثيلية ويعرف كيف يكون ثابتا مع كل الشخصيات.
* صاحب الثقة بالنفس يتعامل مع السمعي بصوت يصله والبصري بحركات يستشعرها والحسي بما يمكن ان يوصل له الفكرة دون انحناء آو عجرفة او تقليد او تكبر فهو يتماشى مع كل من حوله بثقة و همة ،وهذا نوع من الصدق في المعاملة.
* الواثق بنفسه يعرف نفسه تلقائيا بذكر اسمه بكاريزما عالية ويعرف تخصصاته بثقة ولو كان امام ألف شخصية ، مثلا (انا هنا هدفي في الحياة… كذا وكذا)
* القاؤه معتدل لا يهرج ولا يغضب ولا يتصنع حتى يجعل من معه يرتاح إليه ويثق به
* ازرعوا في نفسية ابنائكم الثقة باحترامهم واحترام قدراتهم وميولاتهم ، بتقديرهم ،بمشاركتهم ،بتحفيزهم ،بإعطائهم شحنة الحب والصدق والتفاني في الأداء ،وعدم الخجل من الأخطاء ،ومواجهة المواقف بحكمة وايجابية ، وعدم الانحناء لمن يحتقرهم ،عدم الرضوخ لمن يقلل من شأنهم ،عدم الخوف من قول الحق مهما كان. فان لاحظوا تصرفاتنا الصائبة و مجاهدتنا في سبيل الحق اكتسبوا الثقة وعاشوا بكرامة
الاستشارية/ للاإيمان الشباني
المملكة المغربية