في الحياة تعترضنا أزمات لا تخطر على بال و نستمتع بفضل الله بأفراح، ولا يمكن أن تكون أيامنا كلها ورودا دون أشواك. فالأزمات تعد كعثرة في حفرة ،لكي تطلع منها، يجب ان تتقاتل وتجاهد للخروج منها بسلام ودون خسارة .. والله في المحن يعطينا قوة لا مثيل لها تجعلنا نبحث عن الرزق من كل النواحي. و نسعى لتنوع الحلول دون ان ندري ….
فاعلم أن الازمة تكون عليك ولك، ولها وقع على خصمك كذلك فكلما تألمت فخصمك يتألم و إن اختلفت درجات الألم وفي ذلك قوله تعالى ( ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تعلمون فانهم يعلمون كما تعلمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما..) سورة النساء
اعلم ان الأزمات تجعلك ترى نفسك في المرآة مرات عديدة تحاورها على حقيقتها وترى من حولك أنه لن يكون الساعد الأيمن دائما ان لم يكن لك ساعدك الخاص….
في الازمات تعرف أن من الشدائد ينبع التغيير ،تصفعنا عثارات الحياة، ولا تبقى الأيادي مكتوفة لأن الزمان لا يرحم والوقائع التي تعترينا ما هي إلا حافزا للنهوض بقوة، ومن يضع خطا احمر للمستحيل يعطي أكثر ، لأن الحياة لا تتوقف عند شخص بعينه فمن طلقت مثلا، ليست نهاية العالم و لن تتوقف حياتها بل رزقها ياتي من وسع والله يبعث لها أبناء حلال، ويهيئ لها الاسباب للنسيان والكفاح لإثبات الذات، ومن خسر تجارته ،الله يريد به التغيير والإنتقال من حال إلى حال .ويقول محمد احمد مصطفى الخياط( لا تخف فاخطر الأزمات ممكن أن تتحول إلى أفضل الأوضاع … ) ففي وقت الأزمات يذهب العياء و بعدها تتولد شحنة بالداخل وتزداد القوة حتى لا يضعف الحماس ،وتبحث عن الأساسيات التي تجعلك تقف من جديد وتصبح أقوى مما كنت عليه. ففي وقت الأزمات تنتابنا الصدمة في اول الآمر ولكن عندما نصدم بمواقف الحياة التي لا بديل لها سوى ان نشمر سواعدنا ونتصدى لأي عائق قد يهزمنا نشكر القدر الذي وضعنا بذاك الموقف أو تلك الأزمة لأنها تصنع منا إنسانا آخر ،كذلك نتعلم معنى الصدمات و نقوى للأحسن مع الإعتراف واليقين ان الأقدار لا تصنعنا ولكن تصنع الحلول لتجاوزها ،إن كانت صادمة تبحث عن البدائل في ظل المواقف ،فلكل المواقف اسرار ربانية. فالأزمة تشتد ولكن بعد الحين تنفرج لذلك يجب ان لا نجلد أنفسنا ونحملها فوق طاقتها، و أن نتعامل مع أي ازمة برفق وحكمة مهما كانت خطورتها وألا يكون اللوم والعتاب الذي يعجز التصدي ويحرق الصمود بداخلنا
ومما عليه الإنسان هو ان يكون مستعدا لأي أزمة قد تفاجئه حتى لا ينهار ومن أهم هذا هو ان لا يفرح بما اكتسبه، وأن المنع والعطاء هو محض ابتلاء تبيين معدن الصابر والشاكر , فإياك أن تعصي الله بنعمه او تبارزه بما أعطىك، وإياك أن تحتال أو تنسب الفضل لنفسك فإنما هي أفضال الله وإنما هو قدره والقضاء. قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)} [الحديد .فالازمات لا تاتي من فراغ ولكن هي دروس تلقننا إياها الحياة وتجعلنا مدراء أنفسنا بدرجة جيد جدا حين نلمس التغيير للأفضل .
لذلك فالمخرج من الأزمات يحتاج إلى صبر وطول نفس ويقين ان انفراج اي ازمة يحصل بتفعيل عين ثاقبة وإصرار على ان الأزمة مؤشر للتغيير، ومع ذلك يجب دائما ان تكون هناك خطة بديلة لتغيير ما وقعنا فيه لأنه من المؤكد ،لن يتكرر إن جاهدنا في قتل ما قد يؤثر فينا بسبب ازمة لا نخلقها ولكن خلقها القدر…. بالتنحي عن امور كثيرة تبدوا عصيبة لكنها بسيطة ، ومنها:
سرعة الغضب الزائد
الكسل والتواكل
الجفاء بكل انواعه
كثرة المقارنة بحال الاآخرين
سلاطة اللسان مع من كانوا سببا في الازمة لن يغير الحال
وسيفقدك التوازن والتفكير في التغيير بروية
قلة احترامك لهم لن يجعل منك إنسانا متوازنا يعرف كيف يغير المحال لأحسن حال
الميل إلى السيطرة المفرطة ظانا أنها ستخرجك من الأزمة
لا تنسى أن غياب الرضى بما يحصل يغيب الإبتسامة ويشعركك بالضعف. وهذا يقلل من فرصة التغيير للافضل …..