لواء دكتور سمير فرج يكتب.. الاحتفال بيوم الشهيد يجب أن يبدأ من المدرسة
احتفلت مصر وقواتها المسلحة أول أمس، التاسع من مارس، بواحد من أغلى أعيادها، وهو “يوم الشهيد”، الذي يوافق ذكرى استشهاد الجنرال الذهبي الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الذي لقي ربه من على الخط الأمامي لجبهة قناة السويس، خلال حرب الاستنزاف، في عام 1969، في سابقة هي الأولى من نوعها، في التاريخ العسكري، على مستوى العالم، أن يستشهد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، في مثل هذا الموقع الأمامي. وقد جرت الاحتفالات الرسمية للدولة، أول أمس، بوضع إكليل الزهور على النصب التذكاري، بتشريف السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكبار قادة القوات المسلحة، والدولة، وهو ما تم كذلك في كل محافظات مصر.
ولكنني أطرح اليوم فكرة، أتمنى تنفيذها اعتباراً من العام القادم، وهي أن يوازي الاحتفالات الرسمية، احتفالات أخرى شعبية، من خلال جميع مدارس مصر، وجامعاتها، ليتعلم الجيل الجديد من شباب هذا البلد قيمة ما قدمه شهداء مصر، سواء في حروبها النظامية الماضية، أو في معاركها للتصدي للإرهاب، والقضاء عليه، تلك الحروب التي فقدت فيها مصر أغلى رجالها، الذين قدموا حياتهم من أجل أمن هذا البلد واستقراره. وفي حال لاقت الفكرة قبول، فأظن أن الاستعداد لتنفيذها، لابد وأن يبدأ من الآن، من حيث تحديد الموضوعات التي سيتم عرضها على طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، كل وفق لمرحلته العمرية.
كما أظن أن إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، ومعها وزارة الداخلية، سيكون لهما الدور الأساسي في الإعداد للمادة التي ستعرض في ذلك اليوم، لتخرج في شكل شيق، مدعومة بالأفلام الوثائقية، مع عرض قصص وبطولات وحكايات هؤلاء الشهداء، مع إمكانية التركيز على قصص شهداء المحافظات، كل في المدارس التابعة لمحافظته. وأن يتم تنظيم رحلات لطلبة المدارس في محافظات بها متاحف عسكرية أو قواعد عسكرية سواء جوية أو بحرية أو برية، كما يتم دعوة أسر الشهداء لحضور هذه الاحتفالات في هذه المدارس ويتم تكريمهم وسط الأبناء، من شباب مصر. كما أقترح قيام فريق الألعاب الجوية باستعراضات في مدن ومحافظات مصر، مع تنظيم مسابقات رياضية وفنية وثقافية بين شباب هذه المدارس بعنوان الشهيد البطل.
إن المقترحات والأفكار عديدة، لا حصر لها، المهم أن تبدأ هذه الاحتفالات، لترسيخ قيمة الشهادة من أجل الوطن الحبيب بين شباب مصر من الأجيال الجديدة.