نشرت إسرائيل، لأول مرة، المعلومة الخاصة بمنظومة القبة الحديدية البحرية، الجديدة، وذلك بعدما تصدت إسرائيل لهدف، مشبوه، اخترق مجالها الجوي، من ناحية إيلات. وأعلنت إسرائيل نجاح اعتراض الهدف بواسطة منظومة الدفاع البحرية الإسرائيلية “سي دوم”، Sea Dome، مشيرة لعدم وقوع إصابات أو أضرار. وأعلنت إسرائيل أن “الهدف”، كان صاروخاً، تم إطلاقه من اليمن، ضد إسرائيل، بمعرفة عناصر الحوثيين، وتعاملت معه المنظومة، التي هي النسخة البحرية، من منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي، التي تتصدى للقذائف والصواريخ، التي تطلقها عناصر المقاومة الفلسطينية، على إسرائيل.
ولقد استخدمت تلك المنظومة، “القبة الحديدية البحرية”، من على ظهر السفينة الحربية الإسرائيلية، ساعر، الألمانية الصنع، التي تستخدمها إسرائيل لحمل نظام القبة الحديدية الأرضية، الذي تنتجه شركة رافائيل للأنظمة الإسرائيلية. يُستخدم ذلك النظام الأرضي، من القبة الحديدية، منذ أكثر من عشر سنوات، للتصدي للأهداف الصاروخية المهاجمة لإسرائيل، خاصة من قطاع غزة، وتبلغ تكلفة إطلاق كل عملية من منظومة القبة الحديدية البحرية، نحو خمسون ألف دولار أمريكي.
ويفسر اتجاه إسرائيل إلى تبني منظومة القبة الحديدية البحرية، بحرصها على الدفاع عن حقول الغاز في البحر المتوسط، سواء حقل ليفياثان، أو حقل تمار، وحقل دليت، وحقل كاريش، وحقل نميم، والتي صارت، اليوم، تمثل ثروة قومية كبيرة لإسرائيل، بما تحققه لها من اكتفاء ذاتي من الغاز الطبيعي، الذي كانت تعتمد، في الماضي، على استيراده من مصر، بل وصارت تحقق منه فائضاً، يتم تصديره، وهو ما أصبح أحد أهم عناصر الدخل الإسرائيلي.
وبالطبع، كانت الولايات المتحدة، أكبر الداعمين لإسرائيل في إنتاج تلك المنظومة الحديدية، من خلال دعم مادي، بمبلغ مليار دولار، في العام الماضي، لتطويرها، بحيث تكون قادرة على التصدي لكافة الأهداف الصاروخية، خاصة المنخفضة منها. بل وطلبت الولايات المتحدة الأمريكية مشاركة إسرائيل في إنتاج ذلك السلاح، وطلبت إمداد أوكرانيا به للتصدي للهجمات الصاروخية الروسية في الحرب الجارية بينهما.
إلا أن روسيا أرسلت إنذاراً شديد اللهجة لإسرائيل، تحذرها فيه مما ستشهده العلاقات الثنائية بينهما من “صعوبة”، تفوق التوقعات الإسرائيلية، في حالة دعم إسرائيل لأوكرانيا بنظام القبة الحديدية. وبالفعل رضخت إسرائيل لتلك التهديدات، وأعلنت رفض مد أوكرانيا بنظام القبة الحديدية البحرية، الذي تحتاجه للدفاع عن ميناء أوديسا، آخر موانئها على البحر الأسود.