لواء دكتور سمير فرج يكتب..المعرض الدولي للصناعات الدفاعية “أيدكس 2023”
عقدت مصر معرضها العسكري، “أيدكس 2023″، في دورته الثالثة، في الفترة من 4 إلى 7 ديسمبر الجاري، ذلك المعرض المتخصص، الذي لم تدشنه مصر، إلا مؤخراً، رغم ريادتها في مجال الصناعات العسكرية المتطورة، القائمة في مصانع وزارة الإنتاج الحربي، ومصانع الهيئة العربية للتصنيع.
بدأ التصنيع الحربي، في مصر، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في أعقاب ثورة يوليو 52، حين قام بإنشاء العديد من المصانع الحربية في خمسينيات القرن الماضي، إلا أن تلك المسيرة توقفت، مع الأسف، بعد هزيمة يونيو 67، حيث ركزت الدولة جهودها للحصول على السلاح من الاتحاد السوفيتي، تعويضاً عما خسرته في هذه الحرب، ومنذئذ توقف تطوير تلك الصناعات.
وعندما تولى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مسئولية وزارة الدفاع والإنتاج الحربي، قرر سيادته إحداث طفرة كبيرة في التصنيع الحربي، وكلف اللواء العصار، رحمه الله، وزير الإنتاج الحربي، حينها، بالتعاون مع روسيا وبيلاروسيا لتطوير المصانع المصرية، وتم، بالفعل، رفع كفاءة جميع المصانع الحربية، وميكنتها، وصارت تدار بأحدث تكنولوجيا العصر، وأصبح إنتاجها يضاهي مثيله من الإنتاج العالمي.
ولذا فإن معرض أيدكس يعد فرصة كبيرة لتسويق المنتجات المصرية، وفرصة للعاملين، في هذا المجال، للتعرف ومتابعة كل ما هو جديد في العالم، في مجال الصناعة الحربية، وتبادل الخبرات، والاستفادة من التجارب العالمية، التي من شأنها تطوير الصناعات المصرية. فضلاً عما يمثله المعرض من فرصة كبيرة لشباب ضباط القوات المسلحة، للتعرف المباشر على أحدث الأسلحة والمعدات في الترسانات العالمية.
بل ورأيت طلبة الكلية الحربية، يزورون المعرض، لمتابعة تطورات الصناعات العسكرية، فتذكرت سعادتي الغامرة، واستفادتي، عندما زرت معرض عسكري، للمرة الأولى في حياتي، وكنت حينها برتبة رائد، أدرس بكلية كمبرلي الملكية بإنجلترا، وكان معرض فارنبرة الدولي للطيران، فسعدت بأن الفرصة صارت متاحة، على أرض مصر، لصغار الضباط وطلاب الكليات العسكرية.
وقد أتت الدورات السابقة، من المعرض، بثمارها، بأن ارتفع الطلب على الصناعات العسكرية المصرية، وزاد الإنتاج، مع التركيز على تطويره بصورة مستمرة، وهو ما نرجو أن يستمر بعد الدورة الأخيرة للمعرض، لتكون فاتحة خير للارتقاء بالصناعات الحربية المصرية، لكي لا تقع مصر، في يوم من الأيام، تحت سيطرة الدول المصدرة للسلاح، ولا تصبح حبيسة مطالبها من قطع الغيار والذخائر، وهو ما يعكس سياسة الرئيس السيسي، الذي كما نجح في تنويع مصادر السلاح، نراه ينجح في تطوير التصنيع الحربي.