سمير فرج

لواء دكتور سمير فرج يكتب.. سيناريوهات داخل القيادة الروسية في مشكلة فاجنز

 

يتساءل الجميع ماذا حدث في موسكو في الأيام الماضية، وخاصة عندما أعلن قائد فاجنر عدم رضائه عن وزير الدفاع ورئيس الأركان، وقرر التحرك بقواته من مجموعة فاجنر نحو موسكو ليعلن العصيان على القيادة الروسية وتوقف في مدينة روستوف، وانتظر الجميع، قرار الرئيس بوتن كيف سيتصرف إذاء ذلك التمرد من قائد مجموعة فاجنر.

وهنا نود أن نقول إن الرئيس بوتن أو أي رئيس دولة لا يتخذ القرار مباشرة بل يأتي قراره بعد استماعه من رئاسة الأركان ومجموعة الأمن القومي التي تساعد الرئيس بوتن في اتخاذ القرار وهم وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف، وأمين عام مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، ورئيس هيئة الأمن الفيدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف، ومدير جهاز الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ورئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفيينكو، ومدير الحرس الوطني فيكتور زولوتوف.

واليوم، سوف نتخيل ماذا حدث داخل مركز القيادة الاستراتيجي الروسي، عندما وصل الرئيس بوتن لكي يجتمع مع هؤلاء القادة لعدة ساعات والاستماع لهم لاتخاذ القرار حيث قدم له ما يعرف باسم تقدير الموقف للأزمة. بعدما تم دراسة كل ابعاد الازمة داخليا وخارجيا وبعدها خرجوا بمقترحاتهم لعرضها على الرئيس بوتن لاتخاذ القرار. ونحن هنا نحاول ان ونتخيل ماذا حدث داخل هذه القاعة. حيث بدأ الرئيس بوتن بقوله: “أريد أن أسمع مقترحاتكم بعد سماعكم للأخبار والمعلومات والتحليلات عما حدث من مجموعة فاجنر”.

وهنا يجيب رئيس الأركان “سيادة الرئيس بوتن، بعد إطلاع على المعلومات والأخبار والبيانات، قمنا جميعا بعمل تقدير للأحداث، وخرجنا بالمقترحات التالية لسيادتكم لكي تتخذ القرار” من خلال الخطة الأولى Plan A والثانية Plan B

أولا: الخطة المقترحة الأولىPlan A : قيام القوات الروسية بالتعامل مباشرة مع قوات مجموعة فاجنر المتقدمة في اتجاه موسكو، وتكون المهمة تدمير هذه القوات تماما، ولدينا القدرة النيرانية والقتالية للتعامل معها وتحقيق هذه المهمة فور اتخاذ سيادتكم هذا القرار.

مزايا الخطة الأولىPlan A :

1. إظهار مدى قوة وقدرة القوات المسلحة الروسية في التعامل مع أي عدائيات داخل روسيا وضد الشعب الروسي، لكي نوضح أن قواتنا المسلحة الروسية قادرة على تأمين الجبهة الداخلية.

2. إعطاء تحذير مباشر لكل من تسول له نفسه للقيام بأي عملية تمرد مستقبلا ضد الدولة الروسية والنظام. أن مصيره في هذه الحالة هو التدمير، والقضاء عليه.

3. إعطاء رسالة للعالم أن القوات المسلحة الروسية قادرة وأن الشعب الروسي يؤيد الرئيس بوتن في حربه ضد أوكرانيا.

عيوب هذه الخطة. الأولىPlan A :

1. القضاء على 25,000 من أبناء روسيا يضع روسيا أمام العالم أننا نظام قتله، وسوف تتحرك ضدنا كل مواقع حقوق الإنسان في العالم وسوف نقع تحت ضغط عالمي في هذا الاتجاه.

2. أن أهالي 25000 من مجموعة فاجنر من الأسر الروسية سوف يناصبون العداء للنظام ومعهم بالطبع الجماعات المناهضة لنا وخصوصا خارج روسيا.

3. اتباع هذا الأسلوب يعطي صورة للعالم أننا نحكم. روسيا بالنار، وسوف يزيد سخط شعبي على النظام داخل وخارج روسيا.

4. أن ذلك سوف يزيد من ظهور الجماعات التي لا تؤيد الحرب على أوكرانيا، وتجدها فرصة لمهاجمة النظام حيث انها لم تظهر نواياها في العلن حتى الان

ثانيا: الخطة المقترحة الثانيةPlan B : وهي محاولة حل المشكلة من خلال مفاوضات مع رئيس مجموعة فاجنر من خلال طرف ثالث للتوقف عن الزحف في اتجاه موسكو وتعود قوات الي مكانتها العسكرية على ان نحقق لهم، الأمان والعفو عن رئيسهم، ومجموعته، تقديرا لجهوده هو ورجاله في ميادين القتال وبالذات الاستيلاء على باخموت، والسماح له باللجوء إلى دولة أخرى. على أن يقوم بدور التفاوض المقترح رئيس روسيا البيضاء.

مزايا الخطة الثانيةPlan B :

1. تجنب إراقة دماء أبناء الشعب الروسي 25,000 مقاتل، وتجنب غضب الأهالي وأسر هؤلاء الرجال. من مجموعة فاجنر في حالة القضاء عليهم.

2. توضيح أن القيادة الروسية. لا تسيطر على الشعب الروسي بإراقة الدماء.

3. تؤكد استمرار الشعب الروسي في تأييد النظام في حربه ضد أوكرانيا.

4. لن تجد منظمات حقوق الإنسان في الخارج أو المعارضة الروسية أي نقاط لمهاجمة النظام، لأننا قمنا بحل هذه المشكلة. بالطرق السلمية، دون إجراءات إراقة دماء.

5. ستكون فرصة للتخلص من مجموعة فاجنر، حيث سيتم نفي زعيمها وانضمام من يريد من أعضائها للجيش الروسي، وننهي بذلك خطأ كبير، وقعنا فيه في الفترة الماضية من وجود قوتين عسكريتين الجيش الروسي. ومجموعة فاجنر ونتخلص من مجموعة فاجنر على المستوى الدولي سيئة السمعة، والتي أساءت أيضا لنظام الحكم في روسيا على مستوى العالم كله.

عيوب الخطة الثانيةPlan B :

1. قد تظهر ضعف النظام الروسي في التعامل الجاد والحازم مع القضايا الداخلية.

2. آسف، سيادة الرئيس، سوف يؤدي اتخاذ القرار في الخطة الثانية إلى إظهار عدم قدرة الرئيس الروسي امام العالم كله على اتخاذ قرارات صعبة في هذا التوقيت.

3. هذا القرار قد يشجع عناصر أخرى داخل روسيا للقيام بمثل هذه العمليات، (التمرد) على أساس ضعف النظام الروسي في التدخل الحاسم في المشاكل الداخلية.

4. سوف يشجع هذا القرار على قيام أوكرانيا ودول الناتو للقيام بهجمات مضادة. قوية على أساس أن روسيا أصبحت ضعيفة.

5. قد تخسر روسيا أصدقاء لها في العالم على أساس ان روسيا القوية لم تعد قوية كما كانت من قبل

وهنا يبرز سؤال مهم من الرئيس بوتن الرئيس الأركان الروسي هل سيؤثر ما حدث من مجموعة فاجنر على اعمال القتال على الجبهة الأوكرانية

وهنا جاءت الاجابة لا يا سيادة الرئيس الدفاعات الروسية تم إعادة تخطيتها خلال فترة الشتاء ونحن مستعدين تماما لصد الهجمات المضادة للقوات الأوكرانية

وهكذا انتهي اجتماع الرئيس الروسي بوتن بعد ان اتخذ القرار بتنفيذ الخطة الثانية plan B والتي تم فيها التفاوض مع قائد مجموعة فاجنر على تسوية الاحداث بدون طلقة واحدة وانتهت الازمة في ساعات محدودة صحيح ان هناك بعض المشاكل التي قد يتسبب فيها هذا القرار الا ان روسيا استعادت سيطرتها على الموقف الداخلي وبدا الرئيس بوتن يركز على الحرب في الجبه الأوكرانية ولكن مازال العالم ينتظر ان يظهر من ينادي بسرعة انهاء الحرب وتحقيق السلام خاصة دول العالم الثالث التي انهكتها هذه الحرب من الناحية الاقتصادية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى