سمير فرج

لواء دكتور/ سمير فرج يكتب.. هل دخل قائد فاجنر إلى ثلاجة بيلاروسيا أم خرج منها!!

 

عرضت في مقالي في الأسبوع الماضي، في هذا المكان ما حدث في القيادة الروسية، والقرار الذي اتخذه الرئيس الروسي بوتن بعد عرض رئيس أركان الجيش الروسي مقترحاته للتعامل مع عصيان قائد مجموعة فاجنر. على أساس حل المشكلة من خلال التفاوض مع رئيس مجموعة فاجنر من خلال طرف ثالث، وهو رئيس بيلاروسيا، لإقناعه عن التوقف عن الزحف في اتجاه موسكو.

وتعود مجموعة فاجنر إلى سكناتها مقابل عفو عنه وعن باقي أفراد المجموعة، نظير ما قدموه من أعمال قتالية ناجحة على الجبهة الأوكرانية لصالح روسيا، وبالفعل هذا ما تم، حيث عرض رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو على بريغوجين، رئيس مجموعة فاجنر، التوقف عن الزحف إلى موسكو. وأنه مستعد أن يقبله في أراضي بيلاروسيا. وطبقا لما أعلنه رئيس بيلاروسيا في خطابه، أنه حذر رئيس فاجنر أن بوتن سوف يسحقه إذا لم يلتزم بسماع النصيحة وأن يعود بقواته إلى معسكراته في روسيا.

وبالفعل توجه قائد مجموعة فاجنر إلى بلاروسيا. أما باقي المجموعة فلقد تم إعطائهم الخيار من يريد للانضمام إلى فاجنر يمكنهم الذهاب إلى بلاروسيا. وطبقا للتقارير فإنه قد تم إنشاء معسكرات لهما في بلاروسيا. وحتى الآن وطبقا لتقرير المخابرات الأمريكية CIA فإنه لم يظهر تحرك أي قوات من عناصر فاجنر إلى بيلاروسيا حتى الان، أما باقي المجموعة فلقد تحركت إلى معسكراتها السابقة في روسيا وابتعدت عن موسكو. ولقد أعلن الرئيس بوتين أنه سيكون مسؤولا عن انضمامهم تحت سيطرة الجيش الروسي. وسيتم دفع راتبهم،

وأعتقد أن ذلك أسعد قوات فاجنر، لأنهم مجموعة تعمل لقاء أجر، أو كما يطلق عليهم الغرب مرتزقة mercenaries ، وبعدها بدأ بوتن في تعيين قيادات جديدة لهم حاليا في معسكراتهم في روسيا. وطبقا لتقارير مراكز الدراسات والمعلومات الغربية المختلفة، فإن قيادة الجيش الروسي بدأت في إعادة تنظيم مجموعات فاجنر إلى مجموعات قتال combat team، ووضعت لهما حاليا قادة منهم حتى يستمر تجانس عمل المجموعة، وأعتقد أن ذلك سيكون لمدة مؤقتة، أما القيادة الجديدة. بدلا من فاجنر، فلقد تم تعيينها من قبل القيادة العامة للجيش الروسي، وليس من المنتظر أن يتم اشتراك هذه المجموعة في أي أعمال قتالية على الجبهة الأوكرانية قبل وقت كافي قبل التأكد من ولاءها التام للقيادة العامة الروسية، وبعد أن يتأكد أفراد هذه المجموعة من استلام رواتبهم كل شهر كما كانت من قبل، الأمر الذي دعا الرئيس بوتن لكي يعلن بنفسه. إن روسيا كانت تنفق على هذه المجموعة، بل ذكر الأرقام طبقا للبيانات الإحصائية، رغم أن روسيا كانت تنفي دائما في الماضي أن مجموعة فاجنر ليست لها علاقة بالحكومة الروسية، لكن. ذلك ظهر واضحا بعد اعلان بوتين بنفسه بعد هذا التمرد

ولعل أبلغ تعليق روسي حول تمرد بريغوجين، ما جاء في التليفزيون الروسي الرسمي. يوم الأحد الماضي، حين علق على إجراءات تمرد مجموعة فاجنر أن ذلك تم بسبب المال. وجنون العظمة. وذكر ديمتري كيسياليوف، وهو أحد الأصوات الرئيسية في إعلام الكرملين في برنامجه، الأسبوعي أن بريغوجين قائد مجموعة فاجنر فقد وجهته بسبب المبالغ الضخمة من الأموال التي كانت يتلقاها. وزاد ذلك الشعور بعد نجاح فاجنر بالاستيلاء على مدينتي سوليدار وباخموت في أوكرانيا ولقد أكدت معظم مراكز المعلومات أن قوات فاجنر لم تتلقى أي مساعدة أو تنسيق مع المخابرات في الدول الغربية وخاصة وكالة المخابرات الأمريكية التي أعلنت هي الأخرى إنها ليست لها أي صلة بهذا التمرد الذي حدث واعتقد ان ذلك صحيح للغاية حيث اعتقد ان ما قام به قائد فاجنر كان تصرف شخصي.

وبالنسبة لقوات فاجنر الموجودة في الخارج، خاصة في سوريا وأفريقيا، وفلقد بدأت القيادة الروسية حاليا في إرسال قادة جدد لهم للسيطرة على عمل هذه القوات، ومع التأكيد لهم على أن وزارة الدفاع الروسية. مسؤولة عن رواتبهم خلال الفترة القادمة، وهكذا ستعود مجموعة فاجنر في الفترة القادمة تحت السيطرة المباشرة لوزارة الدفاع الروسية.

وفي عدد جريدة وول استريت جورنال يوم الثلاثاء الماضي أعلنت أن عملية استحواذ بوتن على مجموعة فاجنر قد بدأت بالفعل، كما نقلت هذه الجريدة عن بعض مصادرها،. إن ما يحدث في مالي حاليا امر مثير للغضب، حيث قامت الحكومة المالية هناك بطلب رحيل قوات الأمم المتحدة والقوات الفرنسية، وأصبحت القوات المتحكمة هناك هي قوات فاجنر، الأمر الذي أزعج قوات حلف الناتو وفرنسا على وجه الخصوص.

أما مصير بريغوجين قائد مجموعة فاجنر، فإنه الآن موجود في بيلاروسيا. ولقد أعلنت بولندا خوفها من أن يقوم جزء من عناصر قوات فاجنر، التي قد تتواجد معه في بيلاروسيا ان تقوم بتنفيذ أي عمليات ضدها. لذلك رفعت درجة استعداد قواتها هناك تحسبا لأي مغامرة يقوم بها.

وقد أعلن رئيس بيلاروسيا أول أمس أن بريغوجين قائد مجموعة فاجنر ليس موجوداً حالياً في بلاروسيا، وهذا يعني أن بوتن لن ينسى للطباخ الذي أعطاه ثقته في يوم من الأيام، وأعطاه كل هذه المكانة في العالم أن يتمرد عليه، وأن يضع بوتن في موقف لا يحسد عليه. والمعروف عن بوتن أنه لا يغفر الإساءة أبداً، ولقد تحمل الكثير في حل تلك الأزمة، وخرج منها دون إراقة دماء. أي إنسان روسي، ولكنه بالطبع فقد الكثير من هيبته التي كان يتمتع بها عالميا،  

لذلك نحن ننتظر ماذا سيفعل بوتن مع هذا الرجل، وإن كنت أرى أن ذلك لن يتم في القريب العاجل، وخاصة أن الأمور حاليا على الجبهة الأوكرانية تسير لصالح روسيا، بعد أن فقد الهجوم المضاد الأوكراني قوته في اختراق الدفاعات الروسية، وأصبح الرئيس الأوكراني في موقف حرج، وهذا ماسترد عليه الأيام القادمة، حيث يأمل الجميع أن يبدأ. كلا الطرفين في الدخول في مفاوضات سلام ليس بين الدولتين فقط ولكن لكي يعم نتائج هذا السلام على دول العالم كله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى