بدعوة من السيد اللواء هاني أبو المكارم، مساعد وزير الداخلية، ورئيس أكاديمية الشرطة، شاركت بمحاضرة عن المتغيرات العالمية وتأثيرها على صناعة الوعي الأمني في مصر، ضمن ندوة كلية الدراسات العليا، عن التثقيف الأمني للمجتمع المصري المستدام، مع كوكبة من مفكري ومثقفي مصر في المجالات المختلفة، منهم فضيلة الشيخ أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية حينئذ، ووزير الأوقاف الحالي، والدكتور طلعت عبد القوي رئيس اتحاد الجمعيات الأهلية، واللواء الدكتور أيمن سعد الدين مساعد مدير الأكاديمية للبحوث، والدكتور هشام بدوي أستاذ التخطيط بالمعهد القومي للاتصالات، والدكتور عادل عبد الغفار المستشار الإعلامي لوزير التعليم العالي، واللواء الدكتور ضياء هريدي نائب مدير مركز بحوث الشرطة، والدكتور محمد الباز أستاذ الصحافة في كلية الإعلام بجامعة القاهرة. وبحضور مديري أكاديمية الشرطة السابقين، وشباب من الجامعات المصرية، وكلية الشرطة، والكلية الحربية، بالإضافة إلى أبناؤنا من ذوي الهمم.
والحقيقة أنني استمتعت بتلك الندوة، التي تم تنظيمها، والإعداد لها، بصورة احترافية ورائعة، سواء من حيث اختيار موضوعات النقاش، أو المتحدثين، أو الحضور، كما تعرفت خلالها على دور وزارة الداخلية في عملية نشر الوعي والتثقيف بين أبناء مصر الغالية. لذ وجدته من الواجب عليّ التنويه، والتأكيد على المرحلة الحرجة للغاية، التي تمر بها مصر، والتي تستلزم توعية أبنائها، خاصة الشباب منهم، بتحديات تلك المرحلة، في كافة المجالات، ومنها المجالات الأمنية، والتي كانت موضوع ندوة وزارة الداخلية، يجب أن يتبعه أنشطة توعوية مماثلة، من مختلف الجهات، كل في مجاله، سواء في الجهات الرسمية كالوزارات والهيئات المختلفة، أو في الأحزاب، أو الجامعات أو منظمات العمل المدني، بما يضمن تحقيق الهدف على مستوى الدولة، خاصة بين فئات الشباب.
ففي ظل عزوف الشباب وسائل الإعلام التقليدية، كالتليفزيون والإذاعة والصحافة، بطبيعة الزمان، واعتمادهم على هواتفهم المحمولة لمتابعة الإعلام الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي، أو “السوشيال ميديا”، بما لها، فإن مثل تلك اللقاءات والندوات تسمح للجميع بالانخراط في النقاش، بما يتيح الفرصة للتعرف، عن قرب، عما يدور في فكر وعقل هؤلاء الشباب، كما تعمل على تصحيح بعض المفاهيم، لدى البعض منهم، ويبقى الالتفات إلى ضرورة ترجمة نتائج تلك اللقاءات إلى وسائل عصرية وجذابة، لضمان وصولها إلى قاعدة أعرض من أبناء الشعب، خاصة الشباب. ومن هذا المنطلق أدعو كافة الجهات الرسمية وغير الرسمية، أن تحذو حذو وزارة الداخلية، لتوعية أبناء مصر بالحقائق، سواء على مستوى الإنجازات أو التحديات.