ماري ميخائيل تكتب....الرسالة الأخيرة
الآن أتت الساعة التي كنت أخافها ، الآن أشعر أني أودع جزءاً من قلبي ، أشعر أني أقوم بعمل جراحي دون مخدر ..
أنت لا تدري كم كلفني وداعك ويعز علي أيها الراحل بقسوة كرحيل اللاجئين من أوطانهم ، كرحيل الطيور من مكان لآخر..
أنت لا تدري هذا الشعور الذي يقتلع أحشائي من جذورها فأنت يا عزيزي كنت الصديق والحبيب ورفيق الدرب ، لكن لم أتوقع يوماً أن أكمل هذا الدرب لوحدي ظننت أن الطريق سيبدأ معك وينتهي معك وأن لا رصيف يحتويني وحدي دونك ولا شجرة ستحمي رأسي من الشمس إلا وأنت بجانبي تحت ظلها لكنني سأكمل الطريق وحدي..
أياماً معدودة وتنتهي الأحلام والأماني والخطط وينتهي صوتك من أذني وأودع وجهك الجميل في آخر مكالمة إلكترونية…
آه ما أبشع الشاشات والمسافة آه كم لعنتها هي ومن اخترعها ، هو ذاته من حرمنا لذة اللقاء في الواقع وهو الذي جعلنا نفقد لهفة الأشياء الحقيقية بمعنويتها كرسائل خدمة البريد التي تأتي مرة كل أسبوع وربما سنة..
وهو ذاته من حرمنا عناق الأيدي وغلغلة الأصابع وتنفس عطر من نحب ..
في كل مرةٍ أودعك أشعر بوجعٍ كأنني أبتر أحد أطرافي أو أنني أفقد كل الأشياء المفضلة لدي كشعري الطويل الأسود وانحناءات جسدي وشامات وجهي وعنقي وباقي أشيائي المفضلة التي أحبها..
أيها الجميل لا أدري بأي كلمات أرثي غيابك الأبدي هذه المرة فأنا أودع سنين من عمري مضت معك وروتين أيامي التي قضيتها معك ، وأودع كل أحاديثنا ، نظراتنا ، ضحكاتنا ، أحلامنا ، وعودنا , كلماتنا التي لم أنساها ما دمت حية ..
لا أدري ماذا تفعل الآن لكنني أكتب إليك بقلمٍ مرتجف من الألم الذي يعتصر قلبي وبحبر غصةٍ لم تفارقني كل حياتي لأنني كلما أحببتُ شيئاً فارقني …💔
لكنك انت لم أتوقع يوماً أن أفتقدك ، لم أتخيل أن يغدو الحب ذكرى راحلة وأنا من ظننتك أبدياً ..
وما ذنبنا نحن الإثنان لكن القدر والعقبات هجمت علينا دون رحمة ودون إنتهاء حتى انتهينا وانتهت الأحلام..
أبكيك بحرقتي وتعبي وانهياراتي النفسية والجسدية ، أبكيك بكل حواسي يا سيد الشتاء يا جميل الطول يا مهمل اللحية يا حنون الملامح يا حبيب جوارحي يا نقطة ضعفي..
الآن أودعك وأنا جاثية أمام البقاء لكن القدر لم يحبنا سوية..
إنه الحب وقصص الحب التي تبدأ كالحلم وتنتهي بالمعاناة والشفقة على أنفسنا لكن للنصيب من الله رأي آخر💔
أما أنا أخذتُ نصيبي من الدنيا عندما عرفتك وأحببتك وعشت معك أصدق لحظات حياتي بتفاصيلها …
أودعك الآن أنت والساعة الحادية عشرة وإحدى عشر دقيقة هذه كانت وقت الأمنيات بيننا وكان تاريخ ميلادي …
أودع كل الكلمات التي نطقناها معاً وضحكناها وكل كلمات الغزل التي قيلت لي فقط ولم تُقال لغيري يوماً …
الآن أنت عدتَ غريب وراحل مع قلبي وأسراري وذكرياتنا وأحلامنا ودموعنا وأمانينا التي لا تُعد ولا تُحصى ولم ولن تتحقق لأنها ربما كانت حقيقية وطلبناها دون كلل وملل ..
إنه القدر والنصيب الذي يأخذ مني كل ما أحب دون شفقة..
وداعاً أيها الغريب القريب..
وداعاً يا مرآتي وصديقي وحبيبي ورفيق دربي..
وداعاً يا بطلي العظيم …
#ماري_ميخائيل