لا أحد يدرك بماذا مررت لتصل إلى ما تريد.لا أحد يدرك كم تجاوزت من المحن لتعبر السكك التي صادفتك في قطار حياتك..جميعهم شاهدوا اللحظات القليلة الشبه جيدة العابرة بأيامك ولكن !!!!
من منهم رآك بوحدتك تجلس كالسجين في زاوية غرفتك كالمنفى .من منهم رأى شحوب وجهك وتساقط شعرك والسواد الذي حط تحت عينيك وانطفاء بريقها وابتسامتك التي تلاشت شيئاً ف شيئاً كورق أشجار الخريف
من منهم ضمّد لك جرحاً يلتئم بعنف؟
من منهم طبطب على ظهرك عندما كنت بحاجة سندٍ لك ،من منهم كان لكَ عكازاً عندما فقدت بصيرتك بالحياة وعمّ السواد عينيك ك ضرير فقد شغف الرؤية من جديد
من منهم مسح بيده دمعة ذرفت منك ؟
لا أحد أبداً..لا أحد انتشل منك ما تبقى أنت الوحيد القادر على انتشال نفسك من حطام الأيام من ركام حرب نفسية وصراع تعيشه داخلك .إنه مرض خطير فيروس مميت في بيئة مريضة العقول والنفوس يحطّ بها عقد النقص والتعصب والتخلف والجهل ، مرض حطّ بهم منذ قديم الزمان وتغلغل بالنفوس الثابتة على هذا الداء منذ الأزل يورثونه لجيل بعد جيل..هنا تكمن الكارثة.. عند الظن أنهم يصنعون جيل جديد ونحن بالقرن الواحد والعشرين عندما نرى الكون وصل إلى الفضاء بالحضارة وحرية الرأي والتفكير في حين بقي البعض مستمر بهذه الكارثة بصنع جيل جديد على زمن مضى عليه ألف سنة..
هنا توقف قليلاً فكر بهدوء تام ، ضع هدفاً تسير عليه لتبهرهم بنجاحك وصعودك إلى قمة جبل الطموح الذي لا يتوقف لأنه إن وجد هدف وجد النجاح..
هم فقط يصفقون لك عند الوصول إلى ما تريد ولكن لا أحد منهم مدّ يده لك عندما كنت في بئر المعاناة ليخرجك منه ومن دوامة كادت أن تغرقك في قاع الكآبة النفسية والفشل المعنوي..اجمع أفكارك من جديد وقف أمام مرآتك وتكلم مع نفسك ، أنت فقط من يقوي ذاته وينهضها لتتجاوز كل ما مضى من ألمك وعذاب روحك..كن أقوى وأصلب من كل شيء ومن كل المحاطين بك الذين حاولوا بناء سعادتهم على أساس تعاستك..
تذكر ذلك جيداً كي لا تحن إلى غريب ولا قريب وأن كل نفس على وجه الأرض هو نفس عابر لا أكثر وتذكر أن الأنانية ستثبت لك يوماً أنها على حق وأن لا شيء سيبقى إلا أنت ولا شيء يستحق أن يدوم إلا نجاحك وانتصارك وهدفك الذي خلقت من أجل تحقيقه وعانيت لأجله وأن صحتك فقط ستبقى معك هي الأهم من المهم..تذكر كل هذا وحارب إلى النهاية وقف بكل مرة تقع بها..لا أحد سينهضك إلا أنت وأن الثقة لم تكن تُعطى يوماً إلا لله وغير ذلك لا أحد..لا تصفق قبل أن ينتهي العرض .. لا تثق..