محمد توفيق ممدوح الرفاعي.......يكتب (ثقوب الضوء الضيقة)
ثقوب الضوء الضيقة
خلسة تسللت
دون استئذان دخلت
في غفلة مني وذهول
غشيت ناظري
كالضوء المتسلل عبر الثقوب الضيقة
مقتحمة أعماقي
كنورس انقض من فوق الأمواج
أو سنور تسلل كاللص في الدروب الضيقة
يطارد الطيور المسترخية على الشرفات
عانقت سحب دخان سجائري الرمادية
تسلقت معها جدران غرفتي الكئيبة
مترنح كأشباح
راقصة بين أشجار الغابات
انتشت سكرى
ملتفة حولي كاللبلاب على النوافذ في الخريف
راقصتني رقصة موسم الخصب
رسمت حولي دوائر وحلقات راقصة الباليه
في بحيرة البجع
دنت مني
اقتربت أكثر فأكثر
ثم فرت متلاشية دون أثر
عادت تعانق سحب الدخان الرمادية
تتمايل تمايل غصن الخيزران
تقترب مني
تحيط بي
تحاصرني من كل الجهات
تعانقني تحتضنني
تفر ثانية
تتلاشى مع دوائر سحب الدخان
كالدوائر وَسْط الماء
تطاولت
احاطت بي غمرتني
تنفستها كالهواء
تراودني أحلامي
أحلام عاشق يعيش الخيال
يرسم المستحيل
يحلم بالفردوس المفقود
أعيش قبلاتي من وحي خيالي
تنعشني أحلامي
اعتصرها
أتحسس وجهها بيدي
الونها بألوان لوحات قصائدي
ألثمها كرضيع يلتقم ثدي أمه
تلسعني حرارتها المتـأججة
أصرخ أتألم
تفر مني
تهرب
تخرج خلسة
كلص فر وَسْط الظلام
مضت كما دخلت
عبر ثقوب الضوء الضيقة