منذ خلق الله الأرض وهو المبدع الخلَٓاق تتوافق الصور الجمالية في الطبيعة الربانية فنجد العصفور على الشجرة في البستان والغابات له لون يتناسق مع الطبيعة الخلابة التي ليس لها إلا مبدع واحد وهو الله عز وجل .ولهذه الأسباب يتعلم الإنسان وهو على الفطرة من الخالق بعض مميزات الجمال الرباني.فنجد الفلاح يبني بيته من الطوب اللبن ومن جريد النخل ويستخدم كل أدوات الحياة الريفية في البناء، وللحيوانات الأليفة المصاحبة له نصيب من الدار التي يسكنها لانها تشاركه في العمل وهى التي تأتيه بالخير بفضل الله مثل اللبن والجبن والسمن وغيرها.
وهكذا تتم صورة الطبيعة لتتشكل صورة الواقع ولوحة الجمال عند الإنسان.وفي صورة أخرى نجد الطبيعة الصحراوية لها خصوصياتها من جمال الطبيعة التي تجعل من الجِمال (سفينة الصحراء) والبيوت الحجرية منظر طبيعي آخر يجعلك تخر لله ساجدًا ، وعن البعد الجمالي للمسكن التقليدى بالجنوب التونسي نرجع الشىء إلى أصله وهو دور الخالق والمخلوق في تعمير الارض تحت قول الله تعالى: ((وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا)).ونجد الأستاذة سماح التوفيق الخراط تتماهى مع سيمفونية الطبيعة وسواعد المخلوقات التي تبني بيوت الجنوب وتزخرفها بأشكال جمالية جعلت منها عناقيد متناسقة الألوان تسر الناظرين وتستحق الإشادة لأن البساطة في الأشياء هي السهل المتنع وأكثر الطرق للإقناع وكما قال: المهندس العبقري حسن فتحي يجب إعطاء البعد الإنساني في المقام الأول عند وضع التصميمات ، إن هم أرادوا لمنجزاتهم العمرانية أن يكتب لها البقاء والصمود ، وهذا المهندس العالمي الذي طالب بضرورة عودة التراث المعماري والعربي الأصيل إلى مكانته الصحيحة والتخلي عن ذلك التقليد الاعمى للعمارة الغربية التي قد لا تناسب البيئة العربية في بعض حالاتها.
هكذا يكون الكلام عن البناء من مهندس بحجم حسن فتحي ومن الكاتبة سماح الخراط