لَسْت رَقِيقَ الْقَلْبِ وَلَا طَيِّبَه
فَطِيب الْقُلُوب طُولُ الْعُمُرِ بشقاء
تدوس الْخَلَائِق عَلَى رِقَابِ مَحَبَّتِه
وتهين رِقَّته وتدين فِيه جَمِيل الْوَفَاء
يَسْخَر الرضعان فِي مهدهم لطيبته
وَتِئن الْحِمْلَان لِعَاقِبَة الوداعة وَالنَّقَاء
عَاهَدْت قَلْبِي أَنْ ادوسه لِغَفْلَتِه
طَالَمَا اتعبني وَأَجْزَل لِي فِي الْأَلَم الْعَطَاء
لَسْت طَيَّب قَلْب بَل قَتَلْته
وَشَبِعْت جُثْمَانه وَآثَّرَت فِي الْقَسْوَة الْبَقَاء
فَطِنَت رُوحِي مُنْذ النُّعُومَة لمحنته
وانهمرت مِنْهَا سَيول الْحَسْرَة بِسَخَاء
أَنَا مِنْ بُدِّلَت بالأفراح مذلته
وجرعت كُؤُوس الْأَنِين وَالْعَنَاء
مَنْ فَرَّطَ قَلْبٍ قَدْ اشقتني رِقَّتُه
ونبض بَات لِلْكُلِّ فِي كُلِّ آن دُعَاءَ
مَا انْتَبَهَت يَوْمًا لخيبته
وَلَا لصراخ أَدْمَاه وَلَا لدمع دُون بُكَاء
وانشغلت عَنِّي بِهِم وَتَرَكْت مِحْنَتَه
حَتَّى انْطَوَى عَلَى الطُّوَى وَكَظْم غَيْظ الْبُكَاء
يَوْمًا فَيَوْمًا قَد اِنْبَرى ببلوته
وَلَحِقَت بِه لعنات الْوَفَاء
فَبَات جلمودا لَا يُعْبَأُ بكسوته
مِنْ الضُّلُوعِ وَمَا بِهَا مِنْ شَقَاءِ
وَمَات وَالنَّبْض ضَارِبٌ بجلبته
بَراكِين تَلْعَن صُنُوف الرِّقَّة وَالْوَفَاء
فالذئب لَيْس أَقْوَى مِنْ أُسْدِ وَنَمِرٍ فِي غابته
لَكِنْه أبدا مَا بَاتَ أُضْحوكَة فِي سَيْرِك الْأَغْبِيَاء