إبداعات أدبية

مدحت ثروت يكتب.. هزيز

 

أنا في البحر الشوكي

بين جلمود الصمت وبركانه

أتألم ولا ضمادة تضمدني

يجف قلبي ظمأ ولا كأس ترويني

التحف بالعراء في برد جمد مشاعري

واتنسم صهد السعير الساكن بين ضلوعي

أكل حسكا ولا شبع يملأ روحي

اتجرع كؤوس المر مثلج بلواذع الخل

أقف في شرفتي اترقب قطرا 

 وعدت نفسي أني آراه؛ فلم آره

ملأت فنجان قهوتي ومزجته من سكر شفتيها

كانت قد تركته عليه منذ زمن

حينها دق هاتفي

معلنا فجرا جديدا عند انتصاف الليل

طفوت كوريقة شجر خضراء

على يم من عسل

تهلل الكون وبلابله الصداحة

غنت بترانيمي فراديس ملائكية

سال على جرحي بلسم

كنسيم الربيع بلل جراحي برقته

يمسح اوجاعي بهمسها الشافي

يروي فؤادي اللاهث انهار ارتواء

تغطيني الوان الدفء وانغام السكينة والنقاء

يطل على نبضاتي نسمات البهجة والشفاء

يملأ الشبع جوفي والقلب ينبض بالرغد والاكتفاء

لا مشتهيات تغريني ونساء الكون لا تلفت لي انتباه

فيضها السكري يغرق اشجاني

فيزيل منه أي ابتلاء

لا جوع ولا ظمأ ولا اكتواء

لا خيمة ابحث عنها

ولا كهف او احتماء

ارعدت السماء بهجة

بألوان الفرحة وصواعق الاشتهاء

وابرقت كأبواق الملائكة

تعلن خلود الحب في الاجواء

والغيث ملأ أركان انتظاري

غيرت بحديثها لغة السماء

بردت قهوتي والهبتها نار الاشتياق

فما عساه قد حدث؟

هل شارف اللقاء على الإنتهاء؟

أعاود الكرة واكرر انتظاري

ما أقسى الغياب!

وما أبهى نعيم اللقاء!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى