إبداعات أدبية
مسعى الأباء بقلم دكتور العشماوي عبدالكريم الهواري
خرج مسرعا بعد لحظات من وداع طويل يرمق فيها شريكته في الحياة وطفليهما الصغيرين النائمين بجوار بعضهما البعض تتلاصق انفاس افحوص كل منهما الاخر كأنهما يستمدان الحياة كل من الاخر كانا توأمين رقيقين لم يبصرا جيدا في مقتبل العمر لكنهما نعما باحساس الحياة والبنوة في ظل اباء محبين لهم ، كانا يتحركان حركات لا ارادية تدل علي فرح كبير بما ينعمان به من امن اسري رقيق وتنظر الام فرحة بهما وتميل عليهم بصدرها الحنون ويفعل الاب مثلها ولكن يطول في احتضان ابنائه وفي لحظة ما يغادر باحثا عن رزقه في سعي يطول في الأرض وفي كل مرة يفوز بها برزق وفير تزداد سعاده فهذا رزق ابنائه ويحلم بلحظة العودة آخر النهار محملا بخيرات الارض بعد كد وتعب وارهاق شديد وما أن يطلق جناحيه للسماء ليعود لمنزله حتي تصطاده طلقة صيد ماكرة لا تعرف الرحمة كل ما تعرفه نشوة الموت ويخر من أعلى السماء في لحظات تتراءي أمامه فرخيه الصغيرين الجميلين المنتظران لابيهما كي يملئا بطونهما بالغذاء وزوجته ورفيقة حياته في السراء والضراء وبعد مرور وقت مجيئة تقلق الأم وتخرخ من باب مخباءها سائلة عنه لياتي اخ له ليبلغهم بمقتله فيعم الحزن الجميع ويتكاثف الجميع لتربية الصغار اليتامي دون ان يستطيعوا تعويضهم عن حنان الأب.