6 أكتوبرآراء حرةالجيش والشرطةمانشيتات

معارك السويس ودور المقاومة الشعبية فى مواجهة قوات العدو الإسرائيلى التى إجتاحت المدينة …

بقلم البطل المقاتل / بلال حنوت [ صـــور نـــادرة ] ...

مع الساعات الأولى من يوم 23 أكتوبر 1973 ، أدرك مواطنى مدينة السويس أن القوات الإسرائيلية على وشك مهاجمة المدينة ، و إستعد كل من في المدينة للدفاع عن الأرض ،و لأن السويس لم يكن بها في ذلك الوقت أي وحدات عسكرية نظامية ، فقد إعتمد الأهالي على السلاح الخفيف ، و أصبح عبء الدفاع عن المدينة على عاتق رجال الشرطة المصرية و #أبطال_منظمة_سيناء_العربية ، التي كانت تضم مجموعة من أشجع الفدائيينو في اليوم نفسه أصدر مجلس الأمن قراراً ثانيًا بوقف إطلاق النار على أن يبدأ سريانه إعتبارًا من الساعة السابعة من صباح يوم 24 أكتوبر

بدأ العدو الإسرائيلي في صباح 24 أكتوبر دك المدينة بالطيران ثم إشتركت المدفعية في القصف ، في الوقت الذي بدأ الفدائيون في تنظيم أنفسهم ،ولاحظوا أن القصف يتحاشى مداخل المدينة فأدركوا أن العدو سيستخدم هذه المداخل في إقتحام المدينة ،و على الفور تم تعديل أماكن الكمائن ، و كما توقعوا بدأت الدبابات الإسرائيلية التقدم على ثلاث محاور

1) محور المثلث

و هو المدخل الغربي للمدينة ناحية الطريق الرئيسي القادم من القاهرةإلى السويس ، و إمتداده هو شارع الجيش و ميدان الأربعين

2) محور الجناين :

عبر الطريق القادم من الإسماعيلية حيث المدخل الشمالي للسويس حتى منطقة الهويس ثم شارع صدقي و منه إلى ميدان الأربعين

3) محور الزيتية :

و هو المدخل الجنوبي للمدينة من ناحية ميناء الأدبية وعتاقةبمحاذاة الشاطئ و يمتد حتى مبنى محافظة السويس و الطريق المؤدي إلى بورتوفيق

و أعد الفدائيون تحت قيادة الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس ، عدة كمائن في مواقع إستراتيجية بالسويس

فهناك كمين رئيسي و عدة أكمنة فرعية عند كوبري الهويس على إمتداد محور المثلثو كمين رئيسي عند مزلقان البراجيلي بشارع الجيش ، و به أفراد من القوات المسلحة و الشرطة و المدنيين ، بقيادة أحمد أبو هاشم و فايز حافظ أمين من منظمة سيناء العربية

و في ميدان الأربعين كمين أخر يضم محمود عواد قائد الفدائيين في منظمة سيناء العربية و معهمحمود طه و علي سباق من المدنيين إضافة إلى عدد من الجنود و رجال الشرطة

و كمين أخر عند منزلقان السكة الحديد ، بجوار مقابر الشهداء ، و يضم محمود سرحان ، و أحمد عطيفي ، و إبراهيم يوسف إضافة إلى عدد من الجنود و رجال الشرطةو كمين أخر حول ميدان الأربعين به عبد المنعم خالد و غريب محمود غريب من منظمة سيناء و معهم آخرون

و عند مبنى المحافظة كمين أخر يقوده نقيب شرطة حسن أسامة العصرة و معه بعض الجنود

أصبحت مدينة السويس محاصرة تماماً بفرقتين مدرعتين ، و قبيل بزوغ الصباح و سريان وقف إطلاق النار بدأت القوات المعادية التقدم ، و دخلت المدينة دون مقاومة ، و كانت خطة الفدائيين هي إدخال القوات الإسرائيلية إلى المصيدة ثم محاصرتها

إنتظر جميع الفدائيين القوات الإسرائيلية حتى تدخل إلى مدينة السويس لإيقاعهم في المصيدة حيث بدت لهم السويس كمدينة من الأشباح حتى إطمئنوا و خرجوا من المدرعات يتفقدوا المدينة و شوارعها حتى فتحت السويس عليهم أبواب الجحيم ، و دارت معركة طاحنة بين الفدائيين و قوات العدو ، و كانت أشرس المواجهات في ميدان الأربعين حيث واجه محمود عواد و مجموعته رتل من الدباباتو قام عواد بإطلاق ثلاث قذائف أر بي جي لم تكن مؤثرة ، و إنتقل الكمين الذي كان يتمركز عند سينما رويال لمساندة محمود عواد و مجموعته

و في الوقت الذي كانت تتقدم فيه دبابة من طراز سنتوريون العملاقة أعد البطل إبراهيم سليمان سلاحه و صوبه مباشرة نحو الهدفليخترق برج الدبابة و يطيح برأس قائدها الذي سقطت جثته داخل الدبابة ،ليطلق طاقمها صرخات مرعبة و يفروا مذعورين و من خلفهم طواقم جميع الدبابات خلفها

يقول الفدائي محمود عواد قائد الفدائيين في منظمة سيناء

بعد أن أصاب إبراهيم الدبابة الإسرائيلية ألقى سلاحه و قام بحركات بهلوانيةو أخذ يصفق بقدميه مبتهجاً و هو يصرخ يا أبو خليل يا جن

و فتح الفدائيون النيران على جنود العدو من كل شبر في ميدان الأربعين فأصيبوا بالذعر و الهلع ،و تركوا الدبابات للبحث عن أي ساتر و لم يجدوا أمامهم سوى قسم شرطة الأربعين، أما دبابات الموجة الثانية فقد أصابها الرعب هي الأخرىو إستدارت هاربة و تصادمت مع بعضها البعض و إندفع أبطال السويس يتصيدون الدبابات المذعورة واحدة تلو الأخرى ، و في ذلك اليوم سقط أول شهداء السويس و هو البطل أحمد أبو هاشم شقيق الشهيد مصطفي أبو هاشم الذي إستشهد في 8 فبراير 1970.

.

يُتبع بمشيئة الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى