تعتبر حديقة الحيوان بالجيزة من أكبر الحدائق في مصر و الشرق الأوسط وجوهرة تاج حدائق حيوان نظيراتها الإفريقية، تقدر مساحتها بنحو ٨٠ فداناً، يقع مدخلها الرئيسي بشارع شارل ديجول، ويعود تاريخ إنشاءها إلى العام ١٨٩١.
وكان النقيب ستانلي فلاور مسئولاً عن الحيوانات، وأول مدير لحديقة الحيوان حتى العام ١٩٢٤، وتقع الحديقة على الضفة الغربية لنهر النيل لذلك توجد بها جداول مائية وكهوف وشلالات مائية وجسور خشبية.
ومخلوقات نادرة من الحيوانات والطيور والزواحف المحنطة،بالإضافة إلى عديد الأماكن الأثرية الجميلة التي تم بناءها داخل الحديقة كالجسر المعلق جزيرة الشاي والكشك الياباني، و تعد الحديقة من بين أعرق ٤ حدائق من حيث تاريخ الإنشاء مع نظيراتها بفينيا و باريس و لندن.
تاريخ نشأة حديقة الحيوان
كانت سراي الجيزة التي بنيت حولها الحديقة، كانت في الأصل قصراً صغيراً من أملاك سعيد باشا، يضم حديقة حيث تبلغ مساحة القصر و الحديقة ٣٠ فداناً، وعقب وفاة سعيد باشا، ابتاع الخديو إسماعيل القصر من طوسون باشا بن سعيد باشا وكذا الأراضي التابعة.
وبلغت مساحة القصر و الحدائق ٥٠٠ فدان، ولكن إسماعيل هدم القصر و بنى السراي مكانه في العام ١٨٦٧، بتكلفة قدرت بمليون و ٣٩٣ ألفاً و٣٧٤ جنيهاً مصرياً، و بمحيط السراي تم بناء بعض الحدائق منها حديقة الأورمان و السلاملك والحرملك و على جزء من الأخيرة بنيت حديقة الحيوان بالجيزة.
وفكر الخديوي إسماعيل في إنشاء حديقة للحيوانات، يتم افتتاحها تزامناً مع افتتاح قناة السويس العام ١٨٦٩، ولكن لم يسعفه الوقت لعمل ذلك.
فقام بتجميع عدد من الحيوانات والطيور ووضعها داخل قصر الجزيرة ( أصبح فيما بعد فندق ماريوت بالزمالك ) وعندما قام ببناء سراي الجيزة استقدم خبراء من الآستانة لتنسيق الحدائق حولها و استجلب لها الزلط الملون من رودس لتزيين ممرات سراي الجيزة ثم أقيمت الجبلايات و الاكشاك و البرك بحدائق السراي ثم أقيم الجسر المعلق تحت إشراف “إيفل” المهندس الفرنسي ويعد الجسر الأول من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا و تم تزيين الحدائق بأقفاص للطيور والحيوانات التي كانت فيما بعد نواة حديقة الحيوان.
موقع حديقة الحيوان
كان موقع حديقة الحيوان الحالي جزءاً من حدائق سراي الجيزة وكانت تستخدم كحديقة نباتية ( مشتل ) لإمداد القصور الخديوية بالأشجار و النباتات النادرة من شتى بقاع العالم.
وفي عهد الخديو توفيق – و تحديدا عام ١٨٩٠ – تم اقتطاع ٥٠ فداناً من الجزء الجنوبي ( حديقة الحرملك ) لإقامة حديقة الحيوان، و في الأول من مارس افتتحت الحديقة للجمهور و سميت آنذاك بجوهرة تاج حدائق الحيوان الإفريقية.
و عندما تم التخطيط لشارع الجامعة عام ١٩٣٤ تم تمديد شارع النهضة لربط شارع الجامعة بكوبري أو جسر الجامعة، و قد فصل شارع النهضة بين جزءي الأورمان و السلاملك ( ٣٨ فداناً ) الذي تم ضمه لحديقة الحيوان لتصبح مساحتها ٨٠ فداناً.
داخل الحديقة بنيت العديد من المنشآت و الأبنية الجميلة الخلابة لتضيف للحديقة مظهراً أكثر روعة و متعة للزوار، وبين تلك المنشئات جبلاية القلعة أو الجبلاية الملكية.
وهي مكونة من خمس مناطق مقسمة بهيئة تلال، أكبرها التل الذي تم تشييده عام ١٩٦٧ و تسمى وقتها بجبلاية القلعة وهي مزينة بمجموعة من تماثيل منحوتات الديناصورات والتماسيح و الطيور ذات الملامح الغريبة.
أما الجبلاية الثانية فهي جبلاية الشمعدان و هي على غرار جبلاية القلعة حتى أن صخورها من نفس صخور جبلاية القلعة أما سبب تسميتها بالشمعدان فيعود لوجود رواسب جيرية بهيئة الشمعدان مدلاة من سقوف المغارات و الكهوف، أما الجبلاية الثالثة فهي جبلاية جزيرة الشاي وتتميز بوجود مجموعة كبيرة من المغارات و الكهوف.
معالم حديقة الحيوان
من أهم المعالم الموجودة داخل الحديقة هي الجسر المعلق و يطلق عليه الجسر الهزاز قام بتشييده المهندس الأشهر “جوستاف إيفل” مصمم برج إيفل الأشهر بباريس، حيث أمر الخديو إسماعيل بإنشاء جسر معلق بحديقة الجيزة يربط بين قصري الخديو و الحريم بمنطقة القصور الخديوية بالجيزة.
وعهد الخديو إلى المهندس جوستاف إيفل ببناء ذلك الجسر، فقامت شركة إيفل إيه سيو Eiffel et Cie بتنفيذه بين عامي (١٨٧٥ – ١٨٧٩ ) أي قبل إنشاء برج إيفل بأكثر من عشر سنوات، وذلك عندما كانت الحديقة جزءاً من سراي الجيزة و بالطبع قبل افتتاحها الرسمي عام ١٨٩١.
فيما بعد أصبح الجسر المعلق أول منصة عرض مرتفعة لحديقة حيوان بالعالم، و يتكون الجسر من أرضية خشبية و محمل من كل جانب بأسلاك من الصلب ويهتز عند السير عليه و يظهر عليه شعار الخديو إسماعيل، المكون من حرفي آي بي ( IP ) وهي الحروف الأولى من إسماعيل باشا باللغة الإنجليزية.□
