آراء حرة

مفيش رز بلبن ؟!

بقلم / الكاتب الساخر د. محمود يحيي

امس الجمعه .. وانا اتصفح بعض المقالات المميزه والتى احتفظت بها داخل ذاكرة جهاز ( اللاب توب ) … جاءت عينى على مقال تم نشره يوم الاحد 30 مايو عام 2021 … وشد انتباهى موضوعه وهو ( بالغ الاهميه ) .. كانت بدايته سؤال رائع .. و ( خطير ) .. طرحه الصحفى القدير ( الموهوب ) الزميل / رامى جلال … فى مقاله الرائع بجريده ( المصرى اليوم ) فى ذلك اليوم …
سؤال الصحفى الكبير رامى جلال هو :
هل يمكنك فى مصر أن تكون سفيرا أو مستشارا ( فى أيام) وبمئات الجنيهات؟..
للأسف الإجابة: نعم!!.
_____________________________
وبما اننى اكتب هذه الايام عن ( لصوص الالقاب ) ومنتحلى الصفه … وعن الدكتوراه التى يحصل عليها كل ( من هب ودب ) .. وانتشار شعار ( بلد المليون دكتور وسفير ومستشار ) كما وضعه الصحفى الكبير / رامى جلال ( عنوانا لمقال الرائع ) …
وجدت انه ولابد ان احصل على ( قسط ) من الراحه .. واترك غيرى يتحدث عن هذا الموضوع ( الساخن ) الذى دخل دائرة ( المسخره ) و ( التهريج ) ..
_____________________________
اما عن موضوع الجزء الثانى من حملتى ..وهو عن لقب مستشار …
يوجد تعليق كتبه ايضا الاخ الزميل الصحفى ( رامى جلال ) … فى جريدة المصرى اليوم .. وفى نفس المقال .. يقول فيه :
لقب (مستشار) لا يجوز إطلاقه إلا على أعضاء الهيئات القضائية أو هؤلاء الصادر لهم قرارات بذلك، كالقرار الوزارى بتعيين مستشار لهدف معين مثل: (مستشار سياسى أو مستشار إعلامى) …
وذكر الزميل الصحفى ( رامى جلال ) فى مقال ان منذ عدة أعوام قُبض على أحد المطلوبين على ذمة قضايا، بينما كان يحمل كارنيها يتخفى خلفه بصفة (مستشار تحكيم دولى) وعضو المحكمة الدولية لتسوية المنازعات ( ! ).. فما القصة؟!.
يشرح الصحفى رامى جلال تفاصيل القصه فى مقاله بجريدة المصرى اليوم .. فيقول :
الموضوع أن لدينا فى مصر كيانات كثيرة تحقق حلم البسطاء فى أن يصبحوا سفراء ومستشارين ( ! )
عندنا مثلًا كارثة تسمى (مراكز التحكيم الدولى) ، وهى أماكن غير معتمدة تحصل على مبالغ مالية فى سبيل إعطاء المتقدمين لها كارنيهات تحمل لقب ( مستشار) التحكيم الدولى. و( بيزنس ) مزدهر للغاية……
______________________________
قانونا …. .. أى اتحاد دولى للتحكيم لا بد أن يكون مشهرا من جامعة الدول العربية، أو وزارة العدل، وهى الجهة الوحيدة المسؤولة عن إصدار أى كارنيهات لهذه الجهات…. ……….. انا محمود يحيي سالم .. اقول بعد تلك السطور :
( انتهى الكلام … انتهى الكلام … انتهى الكلام ) ….
ويقول رامى جلال فى مقاله ( الخطير ) :
الناس تأخذ لقب ( مستشار تحكيم دولى ) عبر الحصول على دورة تدريبية (كورس) لمدة أيام تتكلف مئات الجنيهات، ثم يدفع الخريج مبالغ أكثر للحصول على الكارنيه!. وقد وصل الأمر بأحد هذه الكيانات أن أعلن أنه يوصّل الكارنيه مع كتاب فى التحكيم الدولى على عنوان الدارس، الذى عليه فقط أن يرسل صورة من بطاقته الشخصية وألفى جنيه مصرى!. ( 2000) جنيه (!!!!!!!!!!!)
ويقول رامى :
كيان آخر زعم اعتماده من منظمة الأمم المتحدة ( !!! ) وأنه يمنح باقة من الهبات الدبلوماسية منها : لقب (دكتوراه مهنية فى إدارة المنظمات الدولية ) ..
وبخصوص ذكر لقب ( دكتور ومستشار ) … وايضا ( سفير ) فالصحفى الكبير رامى جلال ذكر ايضا كوارث هذه المسخره وقال فى مقاله :
لقب سفير (سفير بجد) لا يمنح، حصرا .. إلا بقرار جمهورى.. والسفراء الأجانب كذلك يحصلون على اعتمادهم من رأس دولتهم.. كما يمكن أن يكون الشخص (سفيرا) إذا كان من كبار مبعوثى الأمم المتحدة، التى يمكنها كذلك منح لقب (سفير النوايا الحسنة) لإحدى الشخصيات المرموقة عالميا صاحبة الدور المجتمعى اللافت.. ولا توجد أى جهة مصرية معتمدة تمنح لقب سفير
(على رأى عادل إمام: مفيش رز بلبن؟)….
وطلب رامى جلال .. وانا معه ومؤيد له فى هذا الطلب ومعى كثير من الذين رفضوا تماما مايحدث داخل المجتمع من ( زيف ) وانتشار ظاهرة انتحال الصفه …
مطلوب تغليظ عقوبة انتحال صفة الدكتور اوالسفير أو المستشار وغيرهما. وهى ألقاب تُمنح لكثيرين على شاشات التليفزيون دون أى مراجعة، الكل دكتور ومستشار وسفير وخبير….
رامى جلال يقول بحسرة شديده فى مقاله :
أتذكر أنه حينما كنت لا أزال معيدًا بالجامعة، أصابنى الملل والضيق من كثرة تصحيحى لمن ينادينى بلقب دكتور، وتأكيدى أننى لست دكتورا بعد.. وكان يحلو للراحل د.محمد كمال إمام، أستاذ الشريعة الكبير، أن ينادينى بهذا اللقب قائلًا إن هذا باعتبار ما سيكون، وإن المسألة مسألة وقت. والواقع أن إحدى مشاكلنا فى هيئات التدريس أن الموضوع يتعلق بالوقت فقط ليس أكثر. ولكن هذا موضوع آخر….
وهنا يتذكر رامى جلال شيئ .. ما .. فيقول :
بالمناسبة، وبغض النظر عن أن الدراسات العليا عندنا بها الكثير من المشكلات التى تطعن فى جودتها وجدواها، فإن أى شخص خريج أى كلية يسمى نفسه (دكتور) ، دون الحصول على درجة دكتوراه برسالة معتمدة، فهو منتحل صفة.. ومنذ فترة ثارت معركة بين الأطباء والصيادلة، حيث كان الأطباء يرون أنفسهم فقط الجديرين بلقب ( دكتور ) ، بينما الواقع أنه حتى الطبيب هو ( طبيب ) لحين حصوله على شهادة الدكتوراه…
_______________________________
عزيزى اخى الاصغر والزميل الاستاذ / رامى جلال ( الصحفى الموهوب ) ..
مقالك رائع يارامى والموضوع الذى طرحته ( بالغ الاهميه ) ولقد تحاورت مع اخى وصديقى المستشار محمد شعلان رئيس المجلس الوطنى لمكافحة الارهاب والفساد والتطرف .. وهو من الشخصيات التى اصيبت بالحسرة والحزن على مايحدث فى المجتمع ( خاصة انه ) افنى جزء كبير من حياته فى تحصيل العلم .. وظل يدرس وسهر الليل وبذل مجهود كبير ليصل الى ماوصل اليه الان من مكانه رفيعه يستحقها .. بينما و للاسف تأخذه الحسرة عندما يجد امامه من يحمل لقب يشبه لقبه وبقليل من الجنيهات حصل عليه بين ليلة وضحاها وهو جالس فى بيته … فيحزن شعلان على العمر الذى افناه فى العلم وبذل المجهود .. ثم يأتى ( صايع ) على المحطات الفضائيه ليعلن عن نفسه بألقاب حصل عليها بحفنة جنيهات قليله وفى ساعات قليله ..
وايضا دار نقاش عبر صفحتى مع المهندس دكتور / طاهر الراوى وهو زميل فى تخصص مشترك يجمع بيننا .. بالاضافه الى زماله السنوات الطويله ..
فلقد اكد الرجل رفضه التام لهذه الظاهرة ( المقززه ) وهؤلاء الذين سرقوا منا مجهودنا وسهرنا وقسوة ايام وليالى تحصيل العلم وهم يحصلون على القاب من لاشيئ … هل هذا عدل .. ام انه ( رز بلبن )
_______________________________
انتحال صفه هو جريمه طبقا للماده 155 عقوبات … حيث حدد قانون العقوبات وتحديدا فى الباب العاشر منه، العقوبات المقررة لاختلاس الألقاب والوظائف والاتصاف بها بدون حق، ونصت المواد ( من 155 وحتى 159) على عقوبة كل من انتحل صفة الغير سواء كانت ملكية أو عسكرية، لأى غرض بدعوى النصب أو السرقة أو لإنهاء مصالح خاصة أو بارتدائه زيا عسكريا أو شرطيا، وتصل للحبس والغرامة……… الخ
هذه الحلقه هى الاخيره فى هذا الموضوع .. وفى نفس الوقت هى تحذير ( غير مباشر ) … كل من يحمل لقب ( دكتور ) بدون وجه حق او .. او .. او .. او الخ … من القاب وانتحال صفه … سيكون هناك موقف اخر من مجموعه تبرعت بالوقت والمجهود لقيادة حملة ضخمه وعنيفه للحد من هذه ( المسخره ) برئاسة الاخ الاكبر العزيز د / صفى الدين شاكر الذى ساتناول سيرته فى المقال القادم ودوره الوطنى الرائع
_____________________________
دكتور / محمود يحيي سالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى