منال الأخرس تكتب.. تدشين صالون ثقافي بنقابة الصحفيين دفاعا عن الهوية الثقافية أصبح ضرورة
منذ عدة أشهر ومن خلال اقترابي من المشهد والشأن الثقافي كمحرر ثقافي لعدة مواقع وكوني عضو اتحاد كتاب مصر أعرق كيان ثقافي وعضو الاتحاد الدولي للصحفيين كوني احد عمومية صحفيي مصر تلك النقابة الشامخة انتابني قلق شديد على أقوى درع يحمي وطننا ضد ما يحاك له من قوى محلية وخارجية والأكثر خطرا تلك القوى الداخلة في نسيجنا والتي من شأنها تهديد استقرار وطننا فالحرب الثقافية التي تدار من الداخل والتي تستهدف الهوية الخاصة بنا وكانت الأداة هي الثقافة و نلك الطامة الكبرى . ..
فالثقافة هي المخزون الاستراتيجي للشعب المصري، من خلاله تغلب هذا الشعب على أكبر وأخبث المؤامرات، وهزم أعظم الكيانات عتادا في حروبه على مر التاريخ؛ تتار وهكسوس الشرق والغرب . هزم أعظم الكيانات طغيانا سياسيا في عهد مبارك ومحاولة التوريث؛ من خلال تورة يناير المجيدة. هزم أكبى الكيانات أموالا وتضيلا في نبذه لأخونة الدولة؛ من خلال ثورة يونية الأكبر والأحشد والأشد.
حتى الآن الثقافة هى الحصان الرابح على مر الحقب والأزمان والأزمات والهجمات سواء عسكريا أو فكريا.. لذا كان من الطبيعي أن تستهدف وتضرب وكانت حروب الجيل الرابع والخامس والتي تدور رحاها الآن.. هل أحد لديه شك في ذلك؟
نجمع على ذلك بالطبع. إلا من في قلبه أمر ما و يريد سكب السم في العسل، لهذا فعلى الجميع أن ينتبه لثقافة السم في العسل. وعلى الكل أن يحذر ” المال الثقافي ” الذي أصبح البديل عن المال السياسي بعدما أغلقت أبوابه وجفت ينابيعه، ثم اتجه المال للمجتمع المدني من خلال أبواق حقوق الإنسان والقنوات الفضائية وهذا أيضا تم تجفيف شرايينه، ليتحول الامداد للثقافة ذلك العالم الشاسع والرحب، تم من خلاله تطويع أقلام واستقطاب عقول وشراء المواهب في كل المجالات بدءا من الكلمة وحتى القوى الناعمة في كل صورها فنا ورياضة ودينا وإعلاما حيث كان من مظاهر ذلك اعتزال بعض الفنانين والفنانات وشراء الللاعبين احتكار بث المباريات واستقطاب شيوخ الدين الخ
كل ذلك وصمد المخزون المتجدد للثقافة المصرية عبر تلك الممارسات الموجهة، سواء بتعمد من تلك الأدوات أو عدم وعي بما يصنعون. لا لشئ إلا لوجود ينابيع التجديد والمتمثلة في رأيي أنا في حرية الرأي والتعبير ومنح هامش من الحرية الفكرية. وفي ظل ما يحاك من هجمات تستهدف المجتمع نفسه والخوف عليه كان تكميم الأفواه والاستحواذ على الفضائيات وسد الأفق السياسي ليتجه المسار نحو الندوات او التجمعات أو الصالونات الثقافية والتي انتشرت بشكل كبير جدا في الأونة الأخيرة حتى أنه أصبح الشعار صالون لكل مواطن ولوحظ فوضى في هذا الإطار وعلى الرغم من السلبيات الا أن الايجابية الوحيدة هي التنفس ولكن من يضمن ألا يتم حقن المناخ الثقافي بسموم تصيب المجتمع في مقتل، اسمحوا لي أن أحدثكم عن موقف حدث بالفعل؛ منذ فترة ليست بعيدة تقدمت لمجلس نقابة الصحفيين السابق لعقد صالون شهري وتلك نقابة الفكر وقلعة الفنون ومعقل القوى الناعمة، كان الرفض وعندما تساءلت عن السبب تعلمون ماذا قيل لي حينها ؟ تم الرفض لوجود طلبات كثيرة لعقد أكثر من ثلاثين صالون لأكثر من ثلاثين زميل.. تخيلوا لو أن هناك تهافت على أمر ما يتم الرفض الجماعي عليه وليس الفلترة، مثلا لو أن هناك مطلب من أغلبية من المرضى للعلاج مثلا من مرض ما ويكون الرد هو غلق كل مصانع الدواء وترك المرضى وشأنهم لمجرد أن المطلب له أطراف ورغبات عديدة… والنتيجة هي وجود صالونات ثقافية عشوائية يقودها أشباه مثقفين وتطفل على تلك الكيانات المرتزقة والنصابين ومنتحلي الصفة ليكون لهم صالونات ومنابر يمارسون من خلالها النصب واستخدام ألقاب يتعطش لها الجمهور والتخفي وراءها مثل مستشار أو دكتور أو أديب الخ … أيها السادة احذروا المال الثقافي وفتشوا عن ينابيعه المادية والفكرية وقننوا ذلك ليس بالمنع ولكن بدعم الكيانات الجادة والحقيقية صاحبة الرسالة وليست المتخفية والتى تمول في الخفاء ظنا منهم أنهم في مأمن.. إن الوسط الثقافي متعطش للإبداع الحقيقي وليس المزيف و لازال هناك فلتر ثقافي يفرز المواهب الحقيقية من بين المدعين والأشباه رغم انتشار القبح وسيطرة النشاز وعلى يقين أن كل ذلك ما هو إلا استدعاء للجمال أن يستقر في الأفق قريبا ولولا القبح ما كنا عرفنا قيمة الجمال .. لذا لا بد من تدشين صالون ثقافي يمثل كل مصر بنقابة الصحفيين وهي نقابة كل الشعب المصري ويكون هذا الصالون بثقل ذلك الكيان العظيم و الأرقى و رسالته الرفيعة في صد كل تلك التيارات الفكرية التي تستهدف ثوابتنا الثقافية
منال الأخرس