انتزعت اليابان لنفسها تعريفا مضافا ، نظرا لما حققته من طفرات الرفاهية والحلول المذهلة لمعدلات أرهقت الإنسانية و طوعت التكنولوجيا والعلم لخدمة الجنس البشري . وسبقت مثيلاتها بسنوات ضوئية فوق استيعاب المقاييس العقلية والفكرية والنظرية .
إذا كان ذلك حدث في اليابان لتصبح كوكبا منفردا يغرد خارج منظومة كوكبنا الادأرضي ، الغارق بالمشكلات التقليدية.
فأصبحنا بلا ذرة مجاملة نعرفها بأنها “كوكب اليابان” ..
فدولة قطر في زمن قياسي وبحسن اقتناصها للفرص حققت نجاحات في صفوف الماراثونات النوعية.
فتفوقت على نفسها في تنظيم المونديال ذلك الحدث العالمي الذي أذهلت به الجميع . وأبهرت به العالم تنظيما وأداء وإعلاما . وحافظت على أعلى مستويات الإبهار .
ولم ولن تتخلى عن ذلك . و أتوقع في تنظيمها لمؤتمر الأمم المتحدة للأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة خلال أكتوبر المقبل أن تحصل على لقب فريد تختص به نفسها ، فذلك الحدث العالمي الذي يتصدى لمعضلات اجتماعية تتماس مع بقاء الجنس البشري وتهديده وجوديا ، حيث وصلت مؤشرات تهديد الأسرة كنواة للمجتمع وجودته من حيث التماسك أو التفكك وما تواجهه من تحديات _ كبرى وصلت لمرحلة الذروة _ كالذكاء الاصطناعي والتغيرات المناخية والديموغرافية والهجرة والتمدن والحروب والنزاعات ، تلك الخمس محاور وإن كنت أود أن يضاف محور آخر على قدر من الأهمية وهو الإدمان بكافة أشكاله سواء التقليدية أو ما يتعلق بالسلوك والممارسات الإدمانية.
والتي تهدد استقرار الأسر بل والمجتمعات على اختلافها .
فتلك الظاهرة تخلق بيئات غير مؤهلة لنمو صحي اجتماعيا وعمليا وعلميا .. انتظروا كيف تحقق قطر المعادلة الصعبة، وليس ذلك عليها بجديد .
فطالما تستقطب و تعتمد تلك المذهلة على سواعد مبدعة ، وهذا ما لمسته عن قرب في معهد الدوحة الدولي للأسرة للأبحاث والدراسات ، يجعلني على يقين بأن كوكب جديد يعلن عن نفسه بلا صخب وبلا ضجيج .
لكن بإصرار و هدوء الواثق أو الثقة الهادئة.
قطر أصبحت تساوي الدهشة ، ومرادفا لها كمفردة تشير للتفرد والإبداع .