أتعلمون مالغريب..
طيفه الذي يزورني هاجسًا.. أبتعد عنه فيشتاقني.. وإن اقتربت منه أهابه..!! صوته في ليلي الطويل، يمشي بعقارب الأزل في عقلي.. فيتجاوز أساطير الحبق ويطوي كل عقود الياسمين في راحتي.. ينساب حديثه معي فوق مخطوطات الكتب وملامح الشفق، فتُزهِر معه النايات بتلات عشقٍ تدفعني للكتابة..!! ولأن الكتابة ملاذي الوحيد، أقنعت قلبي بأنه يقرأ كلمات طفلةٍ على سحابةٍ بيضاء.. أتته من عصورٍ أزلية، أزهرت في البرد، توسدت الكواكب، التحفت القمر، غَفَت على تهويدة الرعد ومضت شاعرة على جمر الإشتياق، مشت على درب قصيدةٍ قبل الأوان.
قصيدةٌ تلعب على أناملها الفصول.. حرفها يحِّل لغز السماء ويُنهِكُ إحساسها الليل العليل.. يُرهق الصبر الطويل يُنطق الصمت، فيشتعل خيط البرق، تجمع في حروف اسمها أحاجي العصور، وتختصر في نبضها هوية النور، لتنتهي بهمزة سطرٍ تبعثرت في خدر الحب وتختزل السطر الأخير .
كم وددت لو أخبره بأنه مؤخرًا الوحيد من يسرق البسمة من شفاهي.. ويخطف ضحكاتي من ملامحي قسرًا وفي ذات الوقت بإرادتي..!! أحتاج لهذه الأحجية خاتمة تليق بها!!
يقرأ الجميع ما أكتب فيعرف بأنه المقصود.. لكن المقصود مفقود.. يجيد القراءة ويأبى أن يفك شفرة الحروف..!!