دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، اليوم الأحد، كوادرها ومناضليها إلى التصدي لاعتداءات عصابات المستوطنين، في نابلس ومدن فلسطينية أخرى، مؤكدة أنها لن تتوانى عن دورها التاريخي والوطني بالدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه.
وقالت الحركة، في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، إن الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون وجيش الاحتلال سيجابه بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة.
اعتداء المستوطنين
وأضافت الحركة أن اعتداءات المستوطنين الهمجية، والتي تتم بتواطؤ مع جيش الاحتلال؛ هي تعبير عن النهج الدموي لحكومات الاحتلال المتعاقبة، محملة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مآلات التصعيد الممنهج بحق الفلسطينيين.
وحيّت الحركة الشعب الفلسطينيّ الذي يدافع عن أرضه ومدنه وقراه ومخيّماته، مردفة أنّ الشعب الذي برهن على التصاقه بأرضه ووجوده الأزليّ عليها؛ سيجهض المشروع الصهيونيّ- الاستعماريّ، وينتزع حقوقه التاريخيّة، وفي مقدمتها، إقامة دولته المستقلّة ذات السيادة وعاصمتها القدس.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية، اليوم الأحد، إن قوات الاحتلال الاسرائيلي، منعت ثلاثة سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، من التوجه إلى بلدة “حوارة” في جنوب “نابلس”، حيث أحرق مستوطنون عددا من المنازل والسيارات.
نابلس تشتعل
وقال سكان من “نابلس” لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط إن الاحتلال ومستوطنيه حولوا “حوارة”، التي قتل بها إسرائيليان، إلى ثكنة عسكرية مُغلقة.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشار مكثف لقوات الجيش على طول الطريق الرابط بين مفرق “حوارة” ووسط مدينة “نابلس”.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن المستوطنين حطموا سيارتين واعتدوا على ضابطين فلسطينيين من الدفاع المدني.
وكان مستوطنان إسرائيليان قد قتلا في وقت سابق اليوم في إطلاق نار في بلدة “حوارة”، وذلك بعد مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في البلدة القديمة في “نابلس” يوم الأربعاء الماضي، وأسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيًا، من بينهم مسنان، وإصابة نحو 100 آخرين، بعضهم بإصابات خطيرة.
وهناك انتشار غير عادي للمُستوطنين على طول الطريق الرئيسي في “حوارة”، وهو ما ينذر بوقوع كارثة، إذ أبلغ سكان عن أنهم محاصرون في مبان مجاورة لأخرى مُحترقة.
إصابة 100 فلسطيني
أصيب أكثر من مئة فلسطيني، مساء الأحد، جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين عليهم، في مناطق مختلفة، بمُحافظة “نابلس” بشمال الضفة الغربية، وذلك بعد إطلاق نار أسفر عن مقتل إسرائيليين اثنين في بلدة “حوارة” في جنوب المحافظة ذاتها.
وأغلقت قوات الاحتلال الحواجز واحتجزت مئات المواطنين الفلسطينيين، واعتدت عليهم بقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق، فيما اعتدى مستوطنون على مدنيين عزل في البلدات والقرى المحاذية للمستوطنات المنتشرة بشكل سرطاني في أنحاء المحافظة.
وقال سكان من المدينة إنه تم إحراق عدد من المنازل، لم يتسن إحصاؤه على نحو التحديد، نظرًا لانتشار المستوطنين في طريق حوارة والمؤدي إلى وسط مدينة “نابلس”، فيما أظهر تصوير فيديو اطارات محترقة ونيرانا مشتعلة بعدد من المنازل.
حرق سيارات في نابلس
وقال سكان من محافظة “نابلس” لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط إن عدد السيارات المحترقة يزيد على 100 سيارة. وأضافوا أنه جرى الاعتداء على 3 سيارات إسعاف، وأظهر تصوير فيديو تحطيم المُستوطنين لسيارة تابعة للدفاع المدني الفلسطيني في “نابلس”.
ودعا غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية سكان “نابلس” إلى أخذ الحيطة والحذر وتفعيل لجان الحراسة، خاصة في البلدات المُحاذية للمستوطنات.
اعتدى مُستوطنون إسرائيليون، اليوم الأحد، على مواطنين فلسطينين في “رام الله” وأحرقوا منازل في “نابلس”، فيما اندلعت اشتباكات جراء اقتحام جيش الاحتلال لبلدة “تقوع” جنوب شرق محافظة “بيت لحم” الواقعة إلى الجنوب من القدس المُحتلة.
وقال سكان من قرية “النبي صالح” القريبة من مُستوطنة “حلميش”، إن مستوطنين من المستوطنة المذكورة اعتدوا عليهم، فيما قامت قوات الاحتلال باعتقال ثلاثة شبان على مدخل القرية، الواقعة غرب رام الله بوسط الضفة الغربية.
وأغلق جنود الاحتلال بوابة مُقامة على مدخل القرية سالفة الذكر واحتجزوا عشرات السيارات.
وفي “نابلس” شمالًا، هاجم عشرات المستوطنين الجهة الجنوبية من قرية “عصيرة القبلية”، بحماية جيش الاحتلال، فيما أحرق مُستوطنون آخرون منازل في بلدة “حوارة” الجنوبية، التي وقع بها إطلاق النار، ظهر اليوم، وأدى إلى مقتل مُستوطنين إسرائيليين.
واندلعت مواجهات وإطلاق جنود الاحتلال الرصاص والغاز السام المسيل للدموع على المواطنين الفلسطينيين. وفي وقت سابق اليوم، هاجم مُستوطنون عدة بلدات وقرى في جنوب “نابلس”، على خلفية إطلاق النار ومقتل المستوطنين الإسرائيليين.
واقتحم جنود الاحتلال بلدة “تقوع” ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع سكانها.
