إن السعي وراء الأشغال إلى حد كبير بحيث لا يتوفر وقت فراغ يضر بالصحة .
و قت الفراغ هو :الوقت الذي لا يعمل فيه الشخص أو لا يكون فيه مشغولا ، و له أهمية و قيمة عالية ، لأن هذا الوقت يستخدم في اكتساب مهارات جديدة و زيادة سعة الإطلاع في جوانب الحياة المختلفة، و أيضا للاستمتاع ،و القيام بالأنشطة الترفيهيةالتي تشمل جميع الأشياء التي نفعلها والتي تمنحنا متعة،وليست مرتبطة بالعمل و التزاماته .الغرض هو استخدامه بطرق شتى بما يفيد الإنسان في دنياه و آخرته و استغلاله في ممارسة العديد من الأنشطة منها الأنشطة المفيدة التي تقوي الشخصية ،و مفيدة لطموحات و تطلعات الإنسان أو الاسترخاء للترويح عن النفس .عموماً وقت الفراغ هو الوقت الحر الذي نستغله لأنفسنا للابتعاد عن المشاكل، و القضايا اليومية و قيود الوظيفة الرسمية .
غالباً نقضي معظم وقتنا في القيام بالأشياء التي نحتاجها في اليوم ،و من الممكن أننا لا نرغب بالقيام بها كالواجبات الاجتماعية ،و الالتزامات المرتبطة بها ارتباط مباشر ،لذلك وجود وقت فراغ محدد يؤدي إلى السعادة الحقيقية .فقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يقضون ساعتين ونصف فقط من وقت الفراغ بقصد زيادة علم الإنسان، أو الترفيه أو تنمية القدرات المعرفية هم أكثر سعادة من غيرهم .و إن الحصول على الكثير من وقت الفراغ ،هو أمر مزعج ،و ليس شيئاً رائعاً كما يعتقد البعض.علينا التوازن للقيام بكل شيء …على الإنسان الناجح استغلال أوقات الفراغ قبل أن يشعر بالتعب، و الإرهاق الجسدي ،أو تقلبات المزاج أو الغضب أو اللامبالاة .كذلك وجود الكثير من وقت الفراغ يؤدي إلى الشعور بالملل و التسويف و القلق و حتى الاكتئاب ، مما يؤدي لاكتساب عادات سيئة و عدم التركيز إذا لم يحسن استغلاله و ادراته ، و تنظيمه في أعمال تعود بالنجاح .إن أخذ القليل من الراحة من الأسباب التي تساعدنا على تنمية كفائتنا و ايماننا بأنفسنا ،حيث يعمل وقت الفراغ على تقليل الإجهاد و تعزيز جهاز المناعة ، بإلإضافة إلى العديد من الفوائد منها ما يأتي:
يقلل من الإجهاد العاطفي :
عند استغلال أوقات الفراغ ،مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، لفعل شيء ممتع أو غير مخطط له يساهم في تقليل مستويات التوتر لدينا على المدى البعيد و قد ثبت أيضاً ،أن الأنشطة الترفيهية تعمل على خفض الأعراض الجسدية للإجهاد :
مثل ارتفاع ضغط الدم
و معدل ضربات القلب على الفور.
. يقلل من التوتر ويمنع الاكتئاب:
يتيح لنا وقت الفراغ الشعور بالراحة، ويساعدنا على الابتعاد عن القلق والتوتر و الإرهاق.
يحسن الصحة الجسدية والعقلية:
يعرضنا نمط الحياة المستقر إلى خطر الإصابة بأمراض خطيرة مرتبطة بالقلب، أو السمنة أو السكري وكذلك للاضطراب العاطفي، ولكن من خلال الانخراط في الأنشطة و ممارسة الهوايات الرياضية تتحسن صحتنا الجسدية وبالتالي صحتنا العقلية.
يحسن المزاج:
حيث أننا نختار ما نفعله في وقت فراغنا ،فمن المرجح جداً أن توفر لنا الأنشطة التي نمارسها الراحة العقلية ،والمتعة مما يجعلنا نشعر بتوتر أقل كما ونصبح أكثر إيجابية مع أنفسنا وفي حياتنا .
و أخيراً إن وجود الكثير من وقت الفراغ يمكن أن يكون ضاراً كعدم وجود ما يكفي من الوقت على حد سواء ….التوازن هو المفتاح المثالي و المطلوب للنجاح .
ندى فنري
كاتبة/ صحفية
