ندى فنري تكتب..الإحتواء
يقول فرويد :
من أراد البقاء ، فأبسط له قلبك و من أراد الرحيل فأبسط له الطريق .
الزواج لا ينجح بالحب …بل بالاحتواء ! حاجة الإنسان إلى الاحتواء تبدو أساسية وليست ثانوية . لا تسعوا للحب أملين أنه النجاح في الحياة الزوجية ، فلا خلاص مع حب يملأ القلب …فالقلب بين أصابع الرحمن،يقلبه كيفما يشاء فالنسع للاحتواء بكل معانيه السامية، و أهدافه النبيلة . و الاحتواء يعتبر أهم من الحب …
جمعينا نحتاج إلى من يساعدنا، على تخطي الهموم و المشكلات . الاحتواء يعني القدرة العاطفية لقبول و ضم مشاعرالآخرين …التفهم ، التعاطف ، توفير حيز من الأمان . الأسرة بعناصرها المختلفة تحتاج إلى فهم ثقافة الاحتواء فهي ضرورية للمحافظة على العلاقات العاطفية ، سواء علاقة الأزواج كانوا أو أهالي و حتى أصدقاء .
الأسرة السعيدة تُنشا جيل سليم، خالي من الانحرافات السلوكية، و الأخلاقية ، فالزوج /ة و الأبناء في ظل هذا التطور الزمني بحاجة للأمان العاطفي ،و الذي يمثل جزء كبير من الاحتواء . فكم محب لم يستطع الحفاظ على حبه بقلة الاحتواء ؟ و كم من محب أنقذ حبه بقدرته على الإحتواء ؟
فالمصارحة، و الانصات، و الاحترام، و إعطاء المساحة في التعبير ،أمور مهمة في عملية بناء أو تجديد العلاقة.فإن اختلافاتنا في مسميات العلاقة العاطفية ،و تنوعها كان نتيجة لعدم فهمنا لمصطلح الاحتواء …إن مهارة الاحتواء، ينبغي أن يمتاز بها الإنسان،و يمتلكها حتى يكون قادراً على التعامل مع الكثير من الأشخاص، و القضايا التي تواجهه . فهو حينما يملك القدرة على الاحتواء ، يعني أنه يتمتع بالنضج ،و الحكمة و يدرك مصاعب الحياة و ظروفها .
فالاحتواء ينتج عن الإدراك العقلي، و العاطفي، عند الإنسان بدرجات متفاوتة ، و يشترط في ذلك القدرة الهائلة على العطاء و الإيجابية ، و سعة البال و الحنان ، و الاحترام و الثقة .
فعند شعور أحد الطرفين بالضيق أو الحزن أو عند الشعور بالسعادة و السرور يحتاج إلى تفريغ هذه المشاعر فإن لم يجد أحد الزوجين من يشاركه تلك المشاعر قد يلجأ لطرف ثالث . و الأزواج باحتوائهم شريك حياتهم صنعوا بيوتاً ذات أساس متين و بنية تحتية قوية .
كما يعتبر الاحتواء :
هو القدرة على التعبير عن الحب والمودة بين الزوجين أو الآباء والأبناء، ومساعدة كل طرق للآخر للتغلب عن مشاكل الحياة اليومية، والمشاركة فى المواقف الصعبة لتسهيل الحياة. ويلعب احتواء الرجل لزوجته دورا مهما فى العلاقات الزوجية، فهو دليل على قوة الرجل، كما يساعد على توفير الثقة والصدق بين الطرفين.
لا ننسى مهما كبر الرجل وشاب شعره، يظل في احتياج دائم للاحتواء وقت الضيق والشدة، حتى و إن تظاهر بالقوة والبأس، لكنه يريدك أن تكوني بجانبه طوال الوقت وتشعريه بحبك وحنيتك تجاهه، فإذا فعلتي هذا فأنتِ بالطبع تمتلكين قلبه وتشغلين تفكيره .
كيف تحتوي المرأة الرجل؟
– لا تضغطين أبدًا على الرجل ، حيث يبتعد الرجل عن المرأة التي تضغط عليه.
– لا تتلاعبين بالرجل عاطفيًا، سيكتشف في النهاية أنها طريقة تستخدمينها لإنجاز مهامك.
– أظهري أنكِ استمعت إلى وجهة نظره، واحترميها حتى لو لم توافقي عليها.
– دعيه يستخدم مهاراته ومعرفته لدعمك، وأظهري له أنكِ معجبة به، وتحترمينه لذلك .
كيف يتعامل الرجل مع المرأة التي تحب الاهتمام؟
التعامل مع المرأة التي تحب الإهتمام …
– التفاني في رعايتها والإهتمام بها …
– الانصات لها …
– تذكر المناسبات التي تخصها …
الكلام الطيب معها …
ترك مساحة لها لممارستها نشاطات محببة إليها …
– الخوف عليها .
هناك أمور تساعدك على احتواء المرأة والوصول إلى قلبها .
– كن السند والأمان .
– احترم مشاعرها وعاطفتها .
– اهتم بها حتى وقت انشغالك .
– شاركها اهتماماتك واستمع لرأيها .
– تفهم طبيعتها .
في النهاية الاهتمام هو سيد البقاء ، والإحتواء هو إجادة الحضور ، فليس كل من بقي احتوى ، وليس كل من حضر اهتم . لا ننسى أن الاحتواء ليس فقط في العلاقة العاطفية ، بل هناك
أنواع للإحتواء :
أرقي أنواع الإحتواء هو _إحتواء الله لعباده مثل الاية الكريمة …
♦: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.
( أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُۥ ۖ )
( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
_ إحتواء النفس للنفس.
_ إحتواء الزوج لزوجته والعكس.
_ إحتواء الأم والأب للأولاد.
_ إحتواء الأبناء للوالدين.
_ إحتواء الوطن للمواطن.
_ إحتواء المدير لموظفيه.
_ إحتواء المدرس لتلاميذه
و يقصد به أن يتقبل المعلم مشاعر الطلاب و أفكارهم بطريقة إيجابية تزيد من الألفة و الود و الحب بحيث يترك الطالب نفسه للاستاذ يوجهه .
ندى فنري
أديبة / صحفية