ندى فنري تكتب..الحياة جميلة
الحياة جميلة ،وجمالها لاينحصر بنظرتنا لها فقط ،إنما هي سلسلة متكاملة ،من الأشخاص الطبيعة ،و الجماد .لا تدع أحداً يسرق منك فرحك .لا تجعل فرحك يتوقف على مدح الآخرين لك
أو على ردود أفعالهم نحوك تذكر أن الفرح لحظة والرضا حياة .
هناك أشياء كثيرة تهزنا بعمق ،ولها سطوة على القلب منها الغضب ، الحب ، الكره ، الغيرة والحسد ، الاعجاب ، الحزن ، الألم ، القهر ، الخوف ،كلها مشاعر لا يستطيع الإنسان أن يتحكم بها ،أو يمنع ظهورها ،و هي وليدة اللحظة .وقد تقف في دروبنا و تحاصرنا، لندخل في صعوبات مع الحياة .و قد يأذي الإنسان نفسه أو من حوله ،من المشاعر المتكررة ، الغيرة ، و الحسد،هذان الشعوران يشعلون نار القلب .الشاعر بالغيرة يتمنى ما أعجبه في الآخر أن يكون له مثله ،دون التركيز على الذات .أما الحاسد فإنه يتمنى زوال ما أعجبه عند الآخر.كثرة شعور إنسان ما بالحسد تجاه الآخرين ناتج عن سوء في التفكير .الحاسد يعتقد أن الآخرين لا يقدمون شيء ذا معنى، فهو يحاول الانتقاص منهم، و عدم احترامهم .الله كتب الأرزاق،و قسمها و أعطى كل إنسان ما أعطاه من نعم.و قدر لكل إنسان ما سيأخذه أو يُحرم منه .نعم الغيرة قد تدفع الإنسان لأن يطور نفسه .يرى ماذا يستطيع أن يكتسب ،و كيف يستطيع أن يحسن ما يمكن تحسينه ،من خلال التعرف على الآخرين و رؤية ما يميزهم و تبادل المنفعة معهم .أما الحسد بالرغم من التطور التقني الهائل وانشغال الناس، إلا أنه مازال موجود . وهو طاقة سلبية تؤثر على الإنسان و تدفعه للمقارنة بطريقة كارهة للواقع .الحاسد يرى أن ما يحصل عليه الآخرون ،
لايستحقونه ،و أن المستحق الأصلي هو .فهو الأفضل و لا يرضى بغير ذلك، مما يدفعه للحقد على الواقع الذي يعيشه، و أيضاً يدفعه أحيانًا إلى الغضب و الكراهية .ما أصعب على الإنسان أن يشعر دائماً بأن الآخرين أكثر رزقاً منه، و أفضل صحة ،و نصيبه في الدنيا أكثر من نصيبه .إن مجتمعنا يشهد مشكلات اجتماعيةو مشاجرات لا تتوقف بين ممن ابتلاهم الله بداء الحسد، و بين ضحاياهم من المحسودين .
علينا تعريف مساؤى الحسد و كيفية التعامل معه،فالحاسد منبوذ .علينا أن نوضح الآداب الأخلاق الإسلامية ،و ربط الحاسد بقيم مثل القناعة ،و الرضا و ربطه أيضاً بعقيدة القضاء والقدر، التي تضفي جواً من الروحانية .
ندى فنري
أديبة / صحفية