ندى فنري تكتب..الرحمة
يقول الدكتور مصطفى محمود ” إن الرحمة أعظم من الحب ، لأن الحب يولد بالفطرة ، و قليلون قادرون على الرحمة .
و قال تعالى ( و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .
تدل الرحمة على رقة و لطف ، و عطف .رحمة الإنسان بنفسه .فيحميها من عذاب الآخرة ، و من كل ما يسبب لها الأذى من الأمراض . رحمة الآباء بأبنائهم، و ذلك بالرفق بهم و التودد إليهم، و العطف عليهم، و حسن رعايتهم .فرحمة الأبناء في الدنيا سبب لرحمة الله تعالى بالآباء في الآخرة .الرحمة بالوالدين و رحمتهما تكون ببرهما و إكرامهما،و مسامحتهما و خفض جناح الذل لهما في المشيب،و عند الكبر و حتى تصل الرحمة إلى ما بعد وفاتهما ،فيدعوا لهما و يتصدق عنهما. الرحمة بالضعفاء، و المحتاجين،و ذلك بإطعامهم و الإحسان إليهم .الرحمة بالمرأة بالإحسان إليها و إحترامها .الرحمة باليتيم،و التعامل معه بإحسان،و نهى عن أكل ماله أو شتمه أو ضربه .
الرحمة بمن يعمل تحت يد الإنسان من عمال أو خدم. الرحمة بالحيوان بتحريم تعذيبه و الاعتداء عليه،أو اخافته أو تجويعه أو تحميله ما لا يطيق و الحث على إطعامه و سقيه .
إذا الرحمة هي العطف و المغفرة و الغيث و الرزق و الإحسان ،و تعد خلقاً عظيماً من أخلاق الإسلام و هي تؤدي إلى التآزر و التعاون، بين الناس وفضلها أنها صفة من صفات الله سبحانه .و تعالى ،فمن أسمائه المشتملة على الرحمة الرحمن ، الرحيم .
ومن رحمة الله تعالى بالعباد ،أنه شرع لهم من الأحكام والأخلاق والمبادئ ما يصلح معيشتهم،وما ينجيهم في آخرتهم،مع التوسط في العبادة و ترك ما يشق على النفس و يصعب عليها .في النهاية إن الرحمة أجمل من الحب ، و هي أكبر من الحب ، و الذي لا يعرف الرحمة ، لا يعرف الحب . الراحمون يرحمهم الرحمن .واجعلني خيراً لنفسي ، و لمن حولي يا الله .
ندى فنري
أديبة / صحفية