ندى فنري تكتب..العالم الأفتراضي
نصحو صباحا و كلنا طموح كبير و أمل في هذه الحياة .نحاول أن نعيش اللحظة و ننسى ما نمر به من أحداث مزعجة .نفتح وسائل التواصل الاجتماعي لنلتقي بأصدقاء عبر صفحاتهم و ما يشاركون به من أفكار و معلومات . لكل منهم رؤيته الخاصة و الشخصية في هذه المرحلة من الحياة . بعض الأفكار تشبهنا و بعضها الآخر يتناقض معنا تماما ،فتزاد حساسيتنا و نخسر بعضهم لمواقفهم .هذا التطور السريع ساهم كثيرا في إثراء شخصيتنا بالتنوع بعد أن كنا محنطين بأفكارنا..
البعض يعبر عما يعاني قلبه من مشاعر فيترجم ذلك بقصيدة و آخر يفيدنا بما توصل له الخيال العلمي .ثم صبية تحمسنا بطرافة صورة و تعبير من كلماتها. هناك ناس جدية تنعم على ذاكرتنا بالشكل المطلوب منا خلال مشاركتنا الدعاء و الذكر ..و هناك من يختار عالمه الخاص المؤدب الملئ بالحكمة و التاريخ ..إلا أن البعض يحلق بعيدا بخياله أكثر من احتمالنا و يؤثر على احترامنا .. لا ننسى القروبات التي تساهم كثيرا في التبادل الثقافي و المعرفي منها العامي و منها الفصحى و لها أهميتها.. خاصة فيما يتعلق بالثقافة حتى لايبقى الإنسان على رؤية الأشياء كما يريد أن يراها ..ابتعدنا قليلا عن المجتمع الاستهلاكي الذي ساهم باضطراب الإنسان و اقتربنا أكثر روحيا و معنويا مما زاد الطاقة الإيجابية عندنا . عموما لا يوجد سلوك موحد للإنسان و هذا بحد ذاته متعة ….إلا إذا هجرنا الحياة اليومية و تعلقنا بالعالم الافتراضي الذي لا يزال افتراضيا . هنا يجب أن نقف بعيدا عن الوهم و نعود لتوازننا النفسي حتى لا نمشي في نفق قد يكون آخره صعبا و مسدود .أجمل شيء أن الأخبار لم نعد نتلقاها بشكل مؤكد أصبحنا ننبش و نبحث عن الخبر الصحيح مما ساعد على ارتقاء منابع الفكر عندنا حتى لانبقى ببغائيين في هذا العصر المتطور .