هل قابلت أحد الشخصيات ،التي لا تجيد التعبير عن العواطف،والمشاعر
و تنظر للبشر على أنهم جماد ،و لا تتأثر و لا تكترث بما يحصل معهم و تتهرب من مواساتهم .
هناك بعض الناس الذين يمارسون يومياتهم، و لكن التفاعل مع مشاعر الآخرين صفر ..
يلعب التعاطف دورا مهما في العلاقات الشخصية، و المجتمعية، و فقد العواطف هي حالة نفسية ، يفتقر فيها هؤلاء الأشخاص إلى التعاطف مع الاخرين ، و يجدون صعوبة في التميز بين مشاعر الآخرين و تقديرها ، فقد تجد أن تصرفهم عادي عند الموت أو الهم أو القلق …لا يشعرون بالتفاعل ،
و خاصة عند حضور عرس أو جنازة ، لا يشعرون بالمعاناة ، ليس لأنهم قساة القلب و العكس صحيح ، فالمصابون بهذه الحالة حساسين جداً و لكن لديهم كبت يجعلهم غير عاطفيين ، أي لا يعبرون عن مشاعرهم .
يعود ذلك إلى مرحلة الطفولة ، قد يكون هذا الشخص تعرض لسوء معاملة ، مما أفقده الإحساس بالآخر ،
و يجد صعوبة في تحديد المشاعر و صعوبة في وصف المشاعر مما يؤثر على علاقاته الشخصية .
أو يمكن عدم الشعور بالتعاطف بسبب الإجهاد أو التعب النفسي ، مما يؤدي إلى عدم التواصل الجيد مع الاخرين .
البعض يستطيع تصريف انفعالاته عن طريق القيام بأفعال مثل تناول الطعام زيادة عن حاجته ، أو انحراف في السلوك .
هذه الحالة تختلف من شخص لآخر الأشخاص الذين يعانون من هذه الظاهرة يتسمون بالبرود ، والانعزال عن الآخرين، و يمكن لهذه الصفات أن تكون مفيدة في مجال العمل المهني ( العمل ) لكن ممكن أن تسبب مشاكل في مجالات أخرى في الحياة . مثل الحياة الزوجية أو العائلية أوالاجتماعية
كل ما علينا هو الاستماع لهذا الشخص ، و تشجيعه على التعبير عن مشاعره ،و الاستماع لقول ما يريد و مليء الفجوات العاطفية عنده ،حتى يتفاعل مع الأمور المتعلقة بالعائلة و المحيط الاجتماعي .
من الأساليب الناجحة أن يجتمع بعض الأفراد الذين يعانون من نفس المشكلة ، و يبدأ كل واحد منهم في محاولة التعبير عما يشعر به ، كنوع من مشاركة المشاعر ، و العثور على دعم من أفراد يعانون من نفس المشكلة.
عموما التعاطف ليس واجباً ، الاحترام واجب ، و العدل واجب ، أما التعاطف مع الآخرين ليس مشترطاً ، و النظر إلى الأمور بعين العقلانية مجردة من المشاعر في الغالب تجعل الرؤية للمواقف أوضح ، فالشخص الحيادي لا يترك مشاعره تأخذه و لكن هناك ظروف علينا أن نتعاطف مع الأشخاص حتى لو كنا لا نحبهم لأننا بشر و علينا أن نكون في علاقة عاطفية مع أنفسناومع الآخرين دون إفراط ، فالتعاطف يولد الرحمة و الإنسانية و هي ميزة ميزنا الله بها عن كثير من خلقه .