الاستحقاق الذاتي هو الشعور الموجود في داخل الإنسان بأنه يستحق الأفضل من كل شيء .أفضل منزل ،أفضل دراسة ،أفضل تخصص ،أفضل عمل ،أفضل سيارة ،أفضل طريقة تعامل من الآخرين .هذا الشعور يدفع الفرد إلى السعي الدائم، و الاجتهاد إلى التطور و التقدم .الاستحقاق الذاتي يجعل الإنسان يتغلب على مختلف مشاعر الاحباط، و اليأس و الفشل التي تمنع الإنسان من تطوير ذاته .لا شك القبول بالرضا بدراستك و عملك و مظهرك الخارجي، و علاقاتك الاجتماعية المختلفة و حتى مشكلاتك ،و صفاتك السلبية ،ضروري لكي تشعر بالاستقرار و السلام الداخلي في حياتك .
الإنسان يسعى لتطوير ذاته في مختلف جوانب الحياة، و أيضاً تحقيق الأفضل من كل شيء. لا يتم ذلك إذا تملكه مشاعر الكره لحياته أو اليأس و الإحباط .إذا شعرت أنك لا تستطيع فعل ما تريد مقارنة بالآخرين هذا يؤدي إلى تدمير ذاتك .و إن شعرت بأنك لا تستطيع الوصول إلى أهدافك المرجوة و بأنك لا تستحق ذلك عليك تغير شيء هام، و هو الاستحقاق الذاتي لديك.
_لماذا ينخفض الاستحقاق الذاتي لدينا !
نحن جميعاً نملك استحقاق ذاتي مرتفع في بداية حياتنا و بمرورنا بتجارب مختلفة و بعضها سيء أو معاناة في فترة معينة من التنمر من الآخرين أو الشعور بالذنب ،مما يجعلنا نشعر بالدونية أو الحزن فنعتقد أننا لا نستحق الأشياء الجيدة نتيجة انخفاض احترامنا لأنفسنا و هذا نتاج التجارب السئية .
_كيف نرفع الاستحقاق الذاتي ؟
_ الاعتراف بأنك تمتلك مشاعر عدم الاستحاق :الاعتراف لا يعني الاستسلام إنما هو طريقة لتجاوز و التغلب على تلك المشاعر .
– اكتشاف الأسباب التي تجعلك تشعر بعدم الاستحقاق:
على سبيل المثال فشلك في تجربة عاطفية أو فشلك في مهمة أوكلت إليك في العمل أو عدم امتلاك المال أو نظرتك للآخرين إذ تعتقد أن أحدهم أفضل منك لأن درس في جامعة مشهورة أو عكس ذلك نجاحاتك المتكررة التي جعلت البعض يغار منك و يحاولوا أن يثبطوا من عزيمتك و يقللوا من شأنك حتى لا تتقدم أكثر، لذلك هذه الخطوة مهمة في رفع الاستحقاق الذاتي و هي الثقة بالنفس .
– التحرر من التوقعات غير الواقعية :
على سبيل المثال قد يريد والدك أن تصبح مثل ابن صديقه فيكرر عبارات ” انظر إنه أحسن منك ” أو ” لماذا لا تستطيع النجاح مثله ” مما يجعلك تشعر بالضغط الكبير و ذلك لأنك قد تفشل في تحقيق ذلك ، و تشعر بأنك لا تستحق الأشياء الجيدة لأنك خيبت آمال والدك .
ليس عليك أن تسعى و تجتهد إلى تحقيق أحلامهم و إنما عليك إدراك ما تريده أنت دون التركيز في نظرة الناس إليك ،المجتمع لا يراعي الفروقات الفردية الموجودة بين البشر .
– التركيز في نقاط قوتك :
كل شخص يتميز عن الآخر بنقاط محددة ، مسؤولية كل فرد منا أن يكتشف موهبته التي ميزه الله بها و هي تعد من تقاط القوة ، لذلك لا تعتقد أنك أقل شأن من الآخرين ؛ بل تذكر موهبتك و ركز عليها و حاول تنميتها و كن فخوراً بها ، إذ لا يمكن للآخرين تقديرها إن لم تقدرها أنت .
– تجنب مقارنة نفسك بالآخرين :
على سبيل المثال لا يكفي أن ترى صور أحدهم في أثناء رحلته السياحية لتعتقد أنه أسعد إنسان في الحياة ،ربما يعاني مم مشاكل كثيرة و قد خرج في رحلة كي يستطيع تخفيف الضغط النفسي الواقع عليه ،و الأشخاص ممن حققوا انجازات هامة في حياتهم لا يمنك أن تقارن نفسك بهم الآن بل عليك أن ترى كم عانوا و اجتهدوا للوصول لمكانهم الحالي .لم يخلق أي إنسان ناجح إنما اجتهد و تجاوز الكثير من العقبات و المشكلات قبل الوصول إلى النجاح.
_ عدم السعي إلى المثالية :
لا يوجد شخص كامل مهما رأيت من انجازات .المثالية وهم و تزيد من الضغط النفسي .
_ تدوين الانجازات :
على سبيل المثال :
اذا استطعت تخفيض وزنك أو توقفت عن التدخين هذه تفاصيل تعتبر انجاز و ترفع هرمون السعادة عندما تقلق أو تحزن .
_ الاعتناء بنفسك جيداً :
أجسادنا أمانة من الله تعالى لدينا ،لابد الاعتناء بصحتنا لأنها لها تأثير كبير على صحتنا النفسية .علينا اتباع نظام صحي ليس بسبب الحصول على جسم مثالي فقط إنما من أجل زيادة مقاومة الجسم للأمراض و الحفاظ على مختلف أعضاء الجسم .
_ اختيار الملابس :
اختيار ملابس تعجبك أنت و ألوان تحبها ينعكس ذلك ايجابياً على نفسك دون الاهتمام بالنقد الموجه اليك ذلك يساعد على رفع ثقتك بنفسك و يرفع شعور الاستحاق لديك بشكل ملحوظ .
_ السيطرة على نفسك :
هناك دائما صوت داخلي يخبرنا بالافكار المزعجة و المحبطة و هذ ا قد يمنعنا من التقدم، هذا الصوت يجب أن يسيطر عليه من خلال عدم الاهتمام به .
_ النظر الى الحياة نظرة ايجابية : عليك البحث عن الحل اذا واجهتك مشكلة،و عليك أن تردد عبارات إيجابية ” يمكنني فعل ذلك ” …” انا استطيع ” .لا تشعر بالحباط عند مواجهة عقبات و لا احد معصوم من الخطأ .تابع سيرك نحو أهدافك. في النهاية احترم نفسك
و قدرها و إذا شعرت بأن محيطك يمنعك ليس عليك الاستسلام، عليك تعلم أشياء جديدة و تتطور إلى مستوى أفضل بكثير في مختلف جوانب حياتك .
