ندى فنري تكتب..استراتيجية حل المشكلات
إن المشكلات جزء لا يتجزأ من يومنا، ولتخفيف الآثار الناتجة عنها يجب وضع استراتيجيات قوية واتباعها في حل المشكلات و اتخاذ القرار المناسب. تعد مهارة حل المشكلات من المهارات الناعمة، إذ يمكن اكتسابها من خلال البيئة المحيطة بك . فمن خلال بيئة عمل داعمة أو تواجدك وسط أشخاص يتمتعون بنفس المهارة، ستجد نفسك تلقائيا تواكبهم في نفس استراتيجيات التصرف وطريقة التفكير ذاتها.
ما المقصود باستراتيجية حل المشكلات؟
استراتيجية حل المشكلات واتخاذ القرار هي خطوات يتم اتباعها لحل المشكلات وتختلف بحسب اختلاف الموقف.و يمكن تعريفها بكونها عدة خطوات منظمة تقوم بها لحل أي مشكلة اعتمادا على مجموعة من المعارف والخبرات السابقة . هذه المعارف قد يكون جزء منها خاضع لتجارب شخصية تعرض لها الشخص، أو تجارب خضع لها المحيطين به وتعلم منها أسلوب جديد للتعامل. ويختلف الأسلوب سواء كان قرارا أو فعلا أو سلوكا ؛ طبقا لنوع المشكلة ذاتها والنتيجة المترتبة عليها . إن التجارب الشخصية والخبرات السابقة والمؤثرات الداخلية والخارجية التي يخوضها المرء ويؤثر فيها ويتأثر بها، كلها عوامل تؤثر على استراتيجيات حل المشكلات وطريقة تطبيقها أيضًا. لكن قبل أن نلقى الضوء على استراتيجية حل المشكلات و إتخاذ القرار علينا أولًا أن نفهم بعضا من النقاط الآتية:
المشكلة يمكن أن يكون لها أكثر من طريقة حل ،فقط تحتاج إلى سعي وتركيز عند البدء في حلها .طرق حل لمشكلة أهم من مواجهتها وأيضا التدريب على هذه الحلول يكون في صالحنا لمواجهة المشكلة. المشكلة لا تنتهي بشكل دائم فمن الممكن أن تتجدد في أي وقت .تكرار التعرض لنفس المشكلة يتيح لنا الفرصة بتجربة أكثر من استراتيجية لحلها.تعد مهارة حل المشكلات مهارة مركبة إذا تتكون من مجموعة من المهارات الأخرى كمهارة :
– البحث والتدقيق الموضوعي
– ومهارة التحليل الفعالة
والبحث عن الأسباب الحقيقية للمشكلة، بالإضافة إلى القدرة على اتخاذ القرار والتواصل الفعال مع البيئة المحيطة والقدرة على اتخاذ الأفعال في الأوقات والأماكن المناسبة لها كذلك.
المشكلات في خمسة أنواع :
_ مشكلات تفتقر إلى وضوح الأهداف والمعطيات.
_ مشكلات لها إجابة صحيحة، ولكن ينقصها الإجراءات اللازمة للانتقال من الوضع.
_ مشكلات تحدد فيها المعطيات والأهداف بوضوح تام.
_ مشكلات أهدافها محددة وواضحة، ومعطياتها غير واضحة.
_ مشكلات توضح فيها المعطيات، والأهداف غير محددة بوضوح.
كل ما علينا هو :
– تجزئة المشكلة إلى فروع أصغر والعمل على حل كُل على حدي.
– البحث بشكل دائم عن حلول للمشكلة وعدم الاكتفاء بالحلول التقليدية.
و المهم على الفرد أن يكون إيجابيًا وغير متشائم عند اتخاذ القرار في حل المشكلة حتى لا يتأثر بالسلب و الابتعاد عن العشوائية في حل المشاكل واختيار الدقة.
عليه التعرف جيدا على جميع معطيات المشكلة والهدف النهائي المرجو من حلها. إن تطبيق عدة خطوات منظمة يقوم بها لحل أي مشكلة كانت، أساسها هو الملاحظة العلمية الدقيقة، والتنظيم والحيادية في تناول الموضوع.الاعتماد على الخبرات والمعارف السابقة، دون التعرض لفخ التحيز أو إعماء البصيرة.التقييم المبكر لكل خطوة، تجنبًا لتفاقم النتائج السلبية وازدياد الوضع سوء . هناك مجموعة من الخطوات المنظمة المتشابهة، والتي تساعد في حل أي مشكلة أي كانت كالآتي:
الملاحظة المبكرة:
تعد الملاحظة المبدئية المبكرة واحدة من أهم الخطوات التي يتم اتخاذها في حل أي مشكلة كانت
تحديد المشكلة والتعرف عليها:
تأتى الخطوة الثانية من خطوات حل المشكلات، وهي خطوة تحديدها بدقة والتعرف عليها، حيث يتعمق الشخص في دراسة الموضوع بدقة، بحيث يفهم أي جوانبه هي المؤثرة في حدوث المشكلة وأي الأفعال هي التي تسببت بوجود الأزمة من الأساس؟
هل المشكلة تكمن في الفعل أو الفكرة أو السلوك كله، أو في جزء من أجزائه؟
هل المشكلة ذات تأثير قريب أم بعيد؟
من الأطراف المتضررة فيها وإلى أي مدى قد يصل الضرر؟
التعرف على مسببات المشكلة بدقة واضحة.بعد ملاحظة المشكلة والتمكن من التعرف عليها بوضوح، تأتى الخطوة الأهم وهي العمل على تقسيمها إلى أجزاء والوصول إلى المسببات الفعلية لها،إنشاء قائمة بالحلول المناسبة لحل المشكلة.اتخاذ القرار النهائي بشأن حل المشكلة.
المراجعة وتقييم النتائج:
أحيانا ما تتعارض الحلول مع الواقع، وهو أمر لا يعنى بالضرورة أن هناك خطبًا ما بالحل أو أن صاحب المشكلة قد أساء التقدير، لكن عادة ما تتدخل ظروف خارجية لتجعل الحلول غير قابلة للتطبيق؛ لذلك على صاحب المشكلة أن يتمعن في التفكير في كل خطوة يقوم بتطبيقها، وأن يقوم بمراجعة وإعادة تقييم نتائج كل خطوة .إليك بعض الخطوات التي يجب إتباعها عند القيام بهذه الاستراتيجية:
– التفكير بالمشكلة جيدًا.
– حل الأجزاء التي يمكن حلها أولا .
– بعد حل أجزاء من المشكلة العمل على حل الأجزاء الصعبة الأخرى .
– العمل على الوصول إلى الحل المناسب.
في النهاية يعتبر إيجاد طريقة لحل المشكلات التي تواجهنا بمثابة استراتيجية ، و هذه الاستراتيجية تعتمد على مجموعة من الخطوات ، قد يقوم البعض بتطبيقها دون حتى أن يدري، وقد يجهلها البعض متعمدًا متسببًا في الدخول في متاهة من الأزمات التي لا تنتهي .