إبداعات هارموني

ندى هجرس تكتب.. أي براءة قد كُنا، أشباه ملائكة، وبسواد قلوبهم قد قُتلنا

 

 

في صباح يوم الثالث من مايو، تدوي صرخات لفتاة في عُمر الخامسة والعشرين، أشعة الشمس تتطفل لتدخل الغرفة، تُريد أن تعرف لما تصرخ، دخل رجل يكبرها بعامين أو ثلاث لم أقدر أن أُحدد عامه بالتحديد، فقد رأي أسفلها مياه غزيرة وبطنها مُنتفخ اهي مريضه في بطنها؟!

حملها وخرج من الغرفة سريعًّا وذهب للمشفى وذهبت معهم فأنا شُعاع شمس مُتطفل يعشق الدخول في كل شيء ، نظرت لهم فقد دخل رجل كبير ويرتدي ملابس بيضاء يقولون له طبيب، ما هو الطبيب؟

هل ذلك الرجل الذي يُطيب جروح مرضاه؟ أم من يفعل ما أُملي عليه في كتب الطب؟ أُفضل أن تقولون له حكيم فهذا أفضل، قطع حبل إضاءتي صراح طفل صغير، ما هذا؟ هل يخرج الأطفال هنا من بطون الفتيات، يا لكم من عالم غريب، فأنا عند ولادتي من الشمس أخبروني اني سريع لذلك وصلت للأرض وولدت هل يُمكن أن يكون الطفل هذا سريع مثلي؟

– أجل لما لا سأتخذه كأخي من الآن، ولكنه مُزعج يصرخ كثيرًّا، ولكن لا مشكله سأتحمله، لا لا تغلق الستار أرجوك لا.

محمد: أهلا عزيزتي، حمدًّا لله على سلامتك، لقد وصل رضيعنا الآن سنكون له خير عَون.

مريم: بلى يا حبيبي، أُريد أن ألمسه، أُريد أن أراه.

ذهب محمد ليُحضر الطفل فهو طفل صغير كقطه اللحم شعره كثيف فهو نادر وجودي طفل بهذا الجمال.

– انظري أنه جميل، مثلكِ.

– ولما لا يكون مثلك؟ فالشعر الأسود هذا ليس مني!

قهقه محمد وقبل رأسها وتركها تحتضن صغيرها بحُب مع نظراته المُتفحصة لهما.

ذهب الزوجان للمنزل في المساء.

نظرت لهم فأنا الضوء الذي انعكس من القمر أنا لن أترك ذلك الصغير وحدة أبدا.

الرجل يحتضن زوجته وهي تحتضن طفلها وتُضع جزء من جسدها في فمه، ما الذي تفعله؟ أهي تخنقه! اللعنة سأقتلها، سقطت على المرأة وانعكست في عينيها حتى أبعدت جسدها عن الرضيع فصرخ فنظرت له في ترقب أنه سيهدأ ولكن لا يهدأ فوضعت جسدها مره أخرى فهدأ الطفل وبدل بتحريك قدمه بطريقه تكاد لا تُرى فانعكست مره أخرى على عينيها أُبعده عنها تلك المُجرمة، فجاء لي أحد الأصدقاء فأخبرني أنها تُطعمه، البشر يتغذون على بعضهم البعض؟! ما هذا!

قد خلد الطفل للنوم على سريره الصغير والاب والام يجلسان أعلى سريرهم، تسللت لأراه إنه جميل، رائع، كان مثلي عندما كُنت صغيرًّا لامعًّا.

مرت الأيام وصديقي الجديد يأخذ الكثير من الحب من عائلته، معه الكثير من الألعاب، فهو وحده الآن بدأ بالتحرك، إنه جالس الآن ووالدته تلعب معه مرت الأيام والطفلة بدأ يمشي إنه يُمسك بالاشياء المُرتفعة أخاف أن تسقط عليه، إنها أمه لقد أهملت فيه كثيرا ما الذي سأفعله بها؟

وفي يوم من الأيام بدأ الطفل الصغير بالتسلل الى غرفة طهي الطعام وقف على قدماه وفتح باب الثلاجة، وضع يده على أحد الأرفف وأتكيء عليه فسقط على ظهره والأشياء من فوقه، أُمه قد هرولت مُسرعه من الخلاء لتجده مُلقى على الارض بتلك الطريقه ظلت تبكي وهو يبكي وأنا أنظر لهم وأتعجبؤ تحركي يا إمرأه أنتِ عجيبة، أخذت الطفل للخلاء، وجلس في طبق عميق وظل يلعب بالماء حتى هدأ.

دلت تجري الأيام خلف نفسها وبدأ الإهتمام بطفلنا الصغير يقل تدريجيا حتى انقطع، جلس في حجرته لا يتحدث مع أحد، عابس الوجه، وأصبح طويل، طويل للغاية، وكبير جدا ومازال مُلفت، شعرة مازال باللون الأسود ولكنه طويل، وعيناه كالقهوة، يا الله كل العيون تُشبه بالقهوة! حبات القهوة مُره ومشقوقة، وعيناه ليست كذلك فهي كالكابتشينو، هل هذا يفي بالغرض؟

حدث لطفلي الكثير والكثير وأنا لا أستطيع المساعدة، فهو قد تُوفي الآن.

– يا صديق عل تعبث؟ لما توفى؟

– الإهمال، الإهمال يا صديقي هو من قتله.

– لا أفهم من أهمل به وأنت تُخبرني أن أهله يحبونه كيف؟!

– القصة بدأت عندما ذهب والده ولم يعد كان قبلها رائع يضحك دون التوقف ولكن الآن، أصبح صلب، غامض، وغريب، يجلس دائمًّا مع هاتفه، يصرخ على أُمه في بعض الأحيان، وبعدها قُتلت أُمه من قِبل اللصوص فأصبح يجلس في ذلك المكان الصغير مع اصدقائه، يسهر طوال الليل وينام في الصبح ويشرب الخمر ويجلس مع الفتيات بعدما كان يُصلي ويصوم أصبح الآن مُبتعد عن كل شيء، عن حياته، وعن نفسه، ها هو الآن يُقاتل نفسه وهو على وشك أن ينتصر.

– ولكن لما أُلقي بنفسك للتهلكه؟

– لا أعرف لرُبما لم نكن مكانه في يوم، يجلس وحيداً لا. يأكل لمدة أيام ويحاول النهوض ولكن لا يقدر، شخصه المفضل يهينه ويتركه وحده، وحيد، تخيل أن يركلك والدك ويذهب، هكذا وبكل سهوله، كرهت الحياه لأجله، لما قد يفعل شخص ما هذا؟

– لا أعلم إنه فقط شخص دلوع لا يتحمل المسؤولية لا يوجد ما يسمى بالأمراض النفسية إنها كذبه اخترعها أمثالك لتبرير مصائبهم برضا نفس.

– فلتقل خيرًّا أو لتصمت، أمثالك لا أتحدث معهن أكثر من ذلك ومن دون لقاء.

جلست مع نفسي اُفكر أحقا الإنسان يُمكن أن يقتل نفسه لأجل من يُحب ذلك الصغير تحمل الكثير قُتل بسكته دماغيه لم يعد يقوى على الحرام حقًّا نحن نقتل زهورنا البيضاء، نتركها لتذبل، لو كُنت بشري لما تركت زوجتي وأبني وحدهم ابدا. لو كُنتَ.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى