نص كلمة الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي مع مستشار النمسا بالقاهرة
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بقصر الاتحادية كارل نيهامر، المستشار الفيدرالي لجمهورية النمسا.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد عقد جلسة مباحثات منفردة تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث تم تناول أبرز مجالات التعاون الثنائي المشترك بين مصر والنمسا، من بينها مجالات النقل والتصنيع والطاقة المتجددة، فضلاً عن مناقشة الملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، وعلى رأسها الأوضاع في السودان والقضية الفلسطينية وملف سد النهضة، بالإضافة إلى الأزمة الروسية الأوكرانية والأزمات العالمية لغلاء المعيشة وفي الغذاء والطاقة، إلى جانب التباحث بشأن سبل تعزيز التعاون في مجالي مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وجهود مصر المقدرة في هذا الصدد.
وأضاف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن مستشار النمسا سلم الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة رسمية لزيارة النمسا، لمواصلة تعزيز ودفع العلاقات المتميزة بين الدولتين على مختلف الأصعدة، حيث رحب الرئيس بتلبية الدعوة في موعد يتم تحديده عبر القنوات الدبلوماسية.
وأعقب انتهاء المباحثات عقد مؤتمر صحفي مشترك بين الجانبين حيث ألقي الرئيس السيسي كلمة قال خلالها :اسمحوا لي في البداية، أن أرحب بكم، وبالوفد المرافق لكم، في زيارتكم الرسمية الأولى لمصر وأن أعرب لكم، عن خالص تقدير مصر، واعتزازها بالعلاقات الودية الطيبة، التى تجمعها بالنمسا وهى علاقات، طالما قامت على مبادئ الاحترام المتبادل، والسعى المخلص لمد جسور الصداقة، والالتزام المشترك، بتطوير روابطنا السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأضاف الرئيس سعدت اليوم، بعقد مباحثات مثمرة وبناءة، مع دولة المستشار عكست حرص البلدين واهتمامهما، ببحث سبل تعميق الشراكة الثنائية على مسارات مختلفة والتعاون فى عدد من القطاعات المهمة، على رأسها قطاعات النقل والتصنيع والطاقة المتجـددة، وتستهدف تحقيق زيادة ملموسة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين، وجذب المزيد من الاستثمارات النمسـاوية إلـى مصـر التى تعد تقليديا، أحد أهم شركاء النمسا تجاريا واستثماريا، فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وهى مكانة تعتز بها مصر، واتفقت مع دولة المستشار، على أن نعمل معا خلال الفترة القادمة، على ترسيخها وتطويرها بما يعكس العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين.
وأشار الرئيس لقد كان لقائى اليوم بالمستشار “نيهامر”، فرصة جيدة، للتشاور والتنسيق، بشأن عدد من القضايا الدولية والإقليمية، ذات الاهتمام المشترك بين مصر والنمسا، حيث تلاقت رؤانا، على أهمية هذا التشاور المثمر، والتنسيق المستمر بيننا كشركاء وأصدقاء، للتعامل مع التحديات العديدة وغير المسبوقة، التى تواجه المجتمع الدولى.
ولقد تناولنا فى هذا السياق، استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية بما لها من تداعيات سلبية على السلم والأمن الدوليين، واستقرار أمن الطاقة والغذاء عالميا، وهى التداعيات التى عانت منها – ولا تزال – الدول الأقل نموا، وبما أضاف للأعباء الصعبة التى تتحملها، لتحقيق متطلبات التقدم الاقتصادى والتنمية المستدامة.
ولقد أوضحت للمستشار “نيهامر”، أن مصر – من منطلق تمسكها بأهمية تحقيق السلم والأمن الدوليين – تواصل الدعوة فى اتصالاتها بكافة أطراف الأزمة، إلى تغليب لغة الحوار، والتوصل إلى تسوية سلمية، لإنهاء الصراع فى أقرب فرصة.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي حرصت كذلك خلال مباحثات اليوم، على استعراض رؤية مصر، إزاء عدد من الملفات الإقليمية المهمة والجهود التى تبذلها مصر، لمعالجة أسباب عدم الاستقرار فى إقليمنا، حيث تطرقنا إلى تطورات المشهد الليبى، والقضية الفلسطينية، وقضية “سد النهضة”، فضلا عن مستجدات الأوضاع الأخيرة فى السودان، مع تأكيد حرص مصر البالغ، على استعادة الاستقرار هناك، والحفاظ على مقدرات شعبه الشقيق.
وأردف لقد استمعت باهتمام اليوم، لرؤية المستشار “نيهامر”، للتحدى المشترك الذى تمثله ظاهرة الهجرة غير الشرعية، واتفقنا معا، على تكثيف الحوار بين بلدينا، للتوصل لإطار مستقبلى للتعاون بيننا فى ملف الهجرة، من منظور شامل، يعالج الجذور الاقتصادية والتنموية والاجتماعية لهذه الظاهرة ويسعى لتعظيم الاستفادة من مسارات الهجرة الشرعية.
ولقد أوضحت لدولة المستشار فى هذا السياق، حجم الجهود المصرية فى استضافة “9” ملايين ضيف يعيشون على أرض مصر، ويتمتعون بكافة الخدمات الأساسية، المتاحة للمواطنين المصريين، دون تمييز أو تفرقة.
وفى إطار حوارنا المنفتح مع شركائنا، فقد حرصت على إطلاع دولة المستشار، على الخطوات الجادة والمستمرة، التى تتخذها الدولة المصرية، فيما يتعلق بحقوق الإنسان، من منظور شامل ومقاربة متكاملة، تستهدف تمكين المواطن المصرى، من ممارسة كافة حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التى كفلها الدستور المصرى وذلك من خلال الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسـان، التى تنفذها الدولة على عدة محاور، مؤكدا استعداد مصر الدائم، للحوار والتعاون البناء مع شركائها، فيما يتعلق بهذا الملف المهم.
كما أطلعت الجانب النمساوى، على النجاح الكبير الذى حققته مصر – حكومة وشعبا – فى مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف خلال السنوات الماضية بتضحيات كبرى قدمها المصريون وبرؤية شاملة، تغطى كافة أبعاد وأسباب تلك الظاهرة البغيضة.