هاني أبو الفتوح يكتب.. تأثير أزمة رفع سقف الدين العام الأمريكي على الدول العربية
ينشر موقع هارموني نيوز، مقالا جديدا بعنوان لـ هاني أبو الفتوح بعنوان تأثير أزمة رفع سقف الدين العام الأمريكي على الدول العربية، وإلى نص المقال:
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة مناقشات ساخنة ونقاشات واسعة النطاق حول أزمة رفع سقف الدين الأمريكي. فقد تم الحد من قدرة الحكومة الأمريكية على الاقتراض لتغطية النفقات الحكومية بسبب وجود قيود قانونية على مستوى الدين العام. وعلى الرغم من تأكيد دائماً من قبل المسؤولين في الحكومة الأمريكية على حجم الأزمة العابرة والتي لا تؤثر على سير المؤسسات والعلاقات الدولية للبلاد، يبقى موضوع رفع سقف الدين الأمريكي هو واحد من المسائل الحساسة التي من الممكن أن تؤثر بشكل كبير على أسواق العالمية والاقتصاد العالمي بشكل عام.
في ظل استثمارات لـ11 دولة عربية بها بنحو 258.2 مليار دولار، يرى عدد من المحللين أن أزمة رفع سقف الدين الأمريكي يمكن أن يكون لها تأثير قوي على الدول العربية.
وهذا التأثير يعتمد على العديد من العوامل بما في ذلك الترابطات الاقتصادية والتجارية بين الدول.
غير أن التأثير يختلف بين الدول المنتجة للبترول وباقي الدول العربية الأخرى بعدة طرق.
فإذا لم تتمكن الولايات المتحدة من سداد ديونها، فقد يحدث تقلص في أسعار النفط، وبما أن الدول العربية الخليجية هي مصدر رئيسي للنفط، فإن تراجع الأسعار يُمكن أن يؤثر على ميزانياتها واقتصادها.
كما قد يحدث تراجع في تدفق الاستثمارات الخارجية إلى الدول العربية مما يؤثر على نموِ الاقتصاد الخاص بها.
أيضا يؤثر عدم رفع سقف الدين على المساعدات الخارجية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى بعض الدول العربية مما ينتج عنه تأثير في مجالات حيوية في الإنفاق مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية
ومع كل ذلك، لا نتوقع أن يرفض الكونجرس الأمريكي رفع سقف الدين لما له من تأثير على الثقة في الاقتصاد الأمريكي وأوجه الإنفاقات التي تمس المواطن الأمريكي. فالأزمة جزء من اللعبة السياسية التي اعتاد أن يمارسها الديموقراطيين والجمهوريين منذ سنوات طويلة وسوف تستمر هكذا في المستقبل.