زلزال يجتاح كل القلوب ، زلزال يترك خلفه الآف الضحايا والمصابين . زلزال تتسابق توابعه فى سباق من الأقوى . زلزال لا يعرف في قاموسه كلمة الرحمة . زلزال ليس هناك جهاز لقياس شدته . زلزال من الصعب إنقاذ ضحاياه الذين أغرقهم تحت أمواج أنقاده .
وهو… زلزال الحزن… الذي يترك القلوب متصدعة ومستحيلة الترميم .
فحينما يبسط جناحيه ليهبط على قلب الضحية ،يزلزل القلب و يرجفه ، يسيطر على شرايين تبطئ تدفق الحياة ليضخ سمومه عوضا عنها . و يضرب بأمواجه الثائرة القلوب كالسفينة المترنحة بلا رحمه .
حينها يتوقف عقل الضحية عن التفكير ويستسلم للأمواج المتصارعة المرتدة من قلبه الكسير . ليدخل فى دوامة خياليه يحوطها سراب الاحزان . فنجد الضحية كالحي الميت ، تنطفئ لمعة الحياة في عينيه وتغرب الإبتسامه عن شفتيه وتتوالى أعراض الآلام الجسدية لتلقى بشباكها على حياته.
فالحزن مرض شرس سريع التوغل والانتشار داخل الضحية . ويحوله من شخص متفائل محب للحياة إلى كتلة منعزلة من الصمت.
مرض الحزن لا يعالجه النصح والوعظ بل الإحساس والتعاطف .
فإذا رأيت حزينا أو متألما فرجاءا رفقا بالقوارير ؛ فالوعظ والنصح للمتألم أو الحزين كالضرب فى الميت .
لا تكن من المعزين المتعبين فقط كن إنسان