إبداعات أدبية

والتقينا

قصيدة للشاعر مدحت ثروت

والتقينا..
وغاب عن الكون الوجود
وبات القمر هو كل الوجود
أضاء لي وحدي وأنواره بلا حدود
فأمسى الليل جميلا والنهار بلا سدود
وتحادثنا..
فتناغمت بلابل الأفراح
على أشجار هيامي تداعب نبضي الفضاح
صوتها الآتي من غربة الجراح
يداوي سنين قهري فسكت عن الكلام المباح
ونظرنا..
رغم أنف قسوة السنين
ورغم كسر القلب وطعنات الأنين
تأتي رقيقة كقبلات الحنين
تملأ العمر وردا يبهج القفر السكين
واحتمينا..
احتميتُ برقتها كبدر البدور
رقيقة عذبة كينابيع الغمور
والشوق لحضنها كاشف المستور
نبضي بصدرها زلازل الدهور
واحتمينا..
احتميتُ بهواها من قيظ الاشواق
واحتميت بعينيها من قبلات الأحداق
لست اريد سواها وسواها لا يطاق
تسكن عينيها دروب دمع بالمآق
واحتمينا..
احتمت بلوعتي من برد الشتاء
توسدت شعيراتي بصدر كالسماء
سحبها دفء وغيثها دواء
ونار صبابتي تدعوها للبقاء
وسكتنا..
سكتت قليلا كعمر من حياتي
تقلب في هاتفها وارسم ذكرياتي
تمنيت لو كنت رسام وريشاتي
رموش عيني تذوب في عبراتي
وسكت الكون من جديد
ودقت ساعة النحيب
تعلن موعد عودتي
والليل سيبقى كالوعيد
يا فرحة بالعمر تأتي
خلف أزمنة الضياع
ضمي هواي في الليل وابقي
حبيبتي وبلسم الأوجاع
عاهدتك اليوم أني
لست لغيرك مهما كان
واعاهد العمر كأني
فارس من زمن الألوان
تلونين الحياة فتصبح
بستان عشق دون دموع
وكوى السماء تفتح
غيثا عسلي يسكرني بخضوع
يا حبيبة بالقلب ضمي
قلبي الهائم بجنون
و اطمئني يا روحي اطمئني
ليس سواك ولن تكون..
مدحت ثروت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى