بقلم : عزت الشربيني
يحكي أنه في عهد “سليمان القانوني” – أحد سلاطين الدولة العثمانية التي احتلت مصر وغيرها من بلاد الشرق والغرب – كان يخشي أن تلقي دولته مصير ما سبقها من دول قامت ثم غابت وصارت مجرد صفحة من صفحات التاريخ المنسية..
وتساءل : أليس هناك مهرب من هذا المصير؟
وعندما طال تفكيره وحيرته قرر طرح هذا السؤال على إحدي علماء السلطنة وكان اسمه: “يحيى أفندي” فوجه له رسالة كتب فيها:
«أنتم ملمون بمعرفة العديد من الأسرار ؛ لذا نرجو منكم أن تتلطفوا علينا وتُعلمونا متى تنهدم الدول؟! وما عاقبة الدولة العثمانية ومصيرها؟».
فكان جواب “يحيى أفندي” قصيراً ومحيَّراً، وقال: «ما لي ولهذا أيها السلطان؟! ما لي أنا؟!».
لكن السلطان لم يفهم الجواب فقرر أن يذهب بنفسه للقاء “يحيى أفندي” وكرر له السؤال – فقال:
«أيها السلطان ، إذا إنتشر الظلم في بلدٍ وشاع فيه الفساد ، وقال كل من سمع وشاهد هذا الظلم والفساد: ما لي ولهذا؟ ، وإنشغل بنفسه فحسب .. وإذا كان الرعاة هم الذين يفترسون الغنم ، وقال كل من سمع وشاهد: (مالي وهذا).. وإذا أرتفع صراخ الفقراء والمحتاجين والمساكين وبكاؤهم إلى السماء ، ولم يسمعه سوى الشجر والحجر .. عندها تلوح نهاية الدولة.
وفي مثل هذه الحال تفرغ خزينة الدولة ، وتهتزُّ ثقة الشعب وإحترامهم للدولة ، ويتقلص شعور الطاعة لها ، ويكون الإضمحلال قدراً مكتوباً على الدولة لا مفر منه أبداً».
.
(منشور – بتصرف)
.
كاتب المقال : مدير مدرسة عزبة عاصم الابتدائيه بدكرنس – محافظة الدقهلية
.
حفظ الله مصر