وفاء بدر السعيد تكتب.. بين الماضي والحاضر
لم ابدأ صباحي اليوم كما اعتدت في الماضي القريب ،هذا الماضي القريب المفعم بالضجيج ونسيان الذات ،ماضٍ تم فيه اقتحام أدق خصوصياتي حتى بدأت انسى ذاتي مابين الواجبات واللهث وراء متطلبات أولادي وتربيتهم والاهتمام بدروسهم حتى وصلوا لمرحلة متقدمة في تحصيلهم العلمي،وبين مدرستي التي تشعرني بكينونتي نوعاً ما ؟. رغم التعب في التعامل مع البعص ولكنه تعب زائل مؤقت ينتهي مع نهاية الدوام الرسمي .اليوم ارتشفت فنجان القهوة في شرفتي كما باقي الأيام كعادتي ولكن دون ضجيج ،دون السماح لاي مخزون مؤلم من الذاكرة يقتحم صفو جلستي .قرأت ،تأملت وتفكرت وترنحَت ذاكرتي بين ماض جميل لأيام الدراسة في الطفولة والمراهقة والحياة الجامعية وبين ماض قريب اقتطعت منه اللحظات الجميلة فرأيت الحياة كصندوق العجائب فيه مافيه من حكايات وأسرار كنبع هجرة الزوار فحافظ على نقائه وعذوبة مياهه حتى وصل الأنهار.جميل أن تكون ذاكرتنا مفعمة بأشواق وحنين لماضٍ رحل بحلوه ومره ورحل منه أناس غوالي وابتعدنا عن بعضهم الآخر.كان الزمن جميلاً يضج بالحياة والآن اصبح رتيبا تنقصه الحياة .
كاتبة سورية