نجوم ماسبيرو يتألقون في ندوة عن مرور 62 سنة على تأسيس التلفزيون
في أمسية من ليالي أكتوبر، ومن داخل دار الأوبرا المصرية، أضاء المسرح الصغير بقطاع النشاط الفكري والثقافي في السنة ال 62 لمشوار ماسبيرو في التليفزيون المصري بلآلئ مَن قدموا الحب والإخلاص في عملهم الدؤوب، ليقدموا كل ما هو مفيد وممتع للجمهور المصري من برامج عديدة.
أضاء اللقاء بحضور الإعلامية القديرة سوزان حسن- رئيس التليفزيون المصري الأسبق، وبحضور الإعلامية المتميزة سهير شلبي- رئيس قناة الدراما الأسبق، وبحضور الكاتب الكبير والمعد التليفزيوني زياد فايد – مؤلف كتاب ماسبيرو “تاريخ من الإبداع”.
وكان مقدمها الإعلامية المتألقة د. عبير حلمي- رئيس مجلس إدارة جريدة هارموني توب إيجبت.
في هذا الاحتفال الفريد من نوعهِ لهذه اللآلئ اللامعة، تم استعراض مجهودات كلاً منهم في مشوارهِ الإعلامي المتميز. الكل بطريقتهِ الخاصة والمتميزة يُجمع على حب الإعلام بكل أنواع ثقافاتهِ، وحب العطاء بما يُثري عينيّ وأذنيّ الجمهور.
وتحدث الكاتب زياد فايد من خلال عشرتهِ لسنوات طويلة مع عمالقة الإذاعة والتليفزيون من الأجيال القديمة الذين منهم المذيعة الراحلة أماني ناشد في برنامج أطفال كان يعده الإعلامي مفيد فوزي. كما عمل في جميع الشاشات، وعمل كمستشار سيناريو في التليفزيون السعودي لمدة سنة. ليس هذا فحسب، بل كان عضواً في لجان تحكيم الكثير من المهرجانات. والممتع في الذكر أنه كان مهتمًا بمسرح العرائس حتى أنه جمع عنه كل المعلومات التي تخصهُ في مؤلف كتاب مخصوص. ليس هذا فحسب، بل كان عشقهُ الأول والأخير للتليفزيون المصري الذي حينما ابتعد عنهُ قليلاً بسفرهِ للسعودية عاد إليهِ راكضًا بلهفة مرة أخرى، فكان نجم التليفزيون المصري. ومن ثمَّ خرجنا بثمار هذا العشق بالعديد من المؤلفات ذات المتعة الذهنية الرفيعة المستوى ومن أبرزها كتاب ماسبيرو “تاريخ من الإبداع” الذي يحتوي على 70 سيرة ذاتية للعديد من نجوم ماسبيرو على مدار أجيال وسنوات مختلفة والذي يحكي عن كواليس وتفاصيل حياتية للعمل بداخل الاستوديوهات في ماسبيرو.
ومن أهم كتاباتهِ أيضًا “أنا ماسبيرو، أنت مَن” والذي فيه يفتخر لانتمائه لماسبيرو. فحينما سألته الإعلامية المتألقة د. عبير حلمي كيف استطاع أن يُلم بكل هذه المعلومات في كتاب متميز كهذا، أجاب بكل بساطة أنه عاش بداخل هذه الأحداث، فقد عاصر عمالقة القيادات والوزراء والمذيعات ليكون عبرة لكل إعلامي متميز وصادق في تقديم رسالتهِ أن يعش الحدث أولاً قبل سردهِ كمجرد خبر يُقرأ. وعندما سألته عن أيهما يفضل من المهام الإعلامية التي يقدمها الكتابة أم الإعداد، فكانت الإجابة المفاجأة أنه يفعل كل شيء في وقتٍ واحد، الإعداد والإخراج للبرامج والكتابة في العديد من المجالات منها ما يخص الطفل مثل كتاب “في بيتنا كلب” وكتاب “في بيتنا قطة”.
ويظهر مشوار الإعلامية القديرة سوزان حسن التي صرحت سابقًا بأن ماسبيرو هو عبارة عن مدرسة، بداخل المدرسة الاختبار للإعلامي المتميز ثم التدريب. والتي اهتمت بإعداد جميع أنواع البرامج التي تخص الطفل والمرأة والشاب والعامل والفلاح وأيضا البرامج الثقافية، لأنها تهتم بجميع شرائح المجتمع. وظهرت متعتها في تقديم برنامج “لقاء الأجيال” الذي كان يستقبل ثلاثة أجيال من الطفل إلى الشاب إلى الكبير. كما قدمت برنامج “صباح الخير يا مصر”. أصبحت الإعلامية سوزان حسن رئيسًا للقناه الأولي في 2003، وتولت رئاسة التلفزيون في 2005 حتى أربعة سنوات، فكانت أهم ما تهتم بهِ في إدارتها للتليفزيون هو الرسالة التي يقدمها الإعلامي. وقد حصُلت على التكريم من المركز الكاثوليكي عن مشوارها الإعلامي المتميز وعن عملها بإدارة التليفزيون المصري .
واستعرضت الإعلامية المتميزة سهير شلبي في حبها الصادق والعميق للجمهور المصري الذي هو جمهوراً ناقداً وواعداً جداً، مُشيرة إلى أن الإعلامي بحق هو الإعلامي المُتابع لجميع أنماط الثقافة في شتى المجالات بكل تفاصيل ما يدور حولنا، لأنه مصدرًا للوعي. وهي أيضًا التي صرَّحت بأن ما يُقدَم على شاشة التليفزيون المصري هو بمثابة الحبل السُري بيننا وبين الشعوب العربية.
وكان لها كل الفخر والاعتزاز حينما أعطت التحية بفخر لمَن ساهم ودعَّم في تكوينها كإعلامية وهو زوجها الراحل الإعلامي الكبير أحمد سمير. وهي أيضًا أعطت الفخر والاعتزاز لأبنائها الإعلامي عمرو أحمد سمير، المخرج شريف أحمد سمير وشيرين الشايب التي عرضت برنامجها المتميز “تفسير الأحلام” والذي كان جمهوره غير عاديًا.
حصلت الإعلامية سهير شلبي على أكثر من تكريم من أهمها التكريم الذي حصُلت عليه من قبل سيدة مصر الأولى” السيدة انتصار السيسي” والذي تعتز به كثيراً لأن هذا التكريم خصيصاً مقدم لها كأيقونة للإعلام المصري، والذي تعتبره أيضا تكريما لكل ماسبيرو. كما حصُلت على العديد من التكريمات من جهات أخرى.
وكان أداء الإعلامية المتألقة د. عبير حلمي، رائعًا في إدارة هذا الحوار الذهبي مع لآلئ ماسبيرو، ليفصح كلٍ منهم بارتياح عن كل ما في قلبهِ من مشواره الإعلامي. كما قدّم الحفل في بدايتهِ الشاعر الكاتب أمين الصيرفي- مدير عام النشاط الثقافي بالهيئة العامة للمركز الثقافي القومي بدار الأوبرا ورحب بالحضور، مُشيدا بلمعة الضيفتان الإعلامية سوزان حسن والإعلامية سهير شلبي ممن صنعوا التاريخ داخل مبنى ماسبيرو. كما حضر الفنان الصاعد هيثم عصام ليقطف لنا من أجمل الأغاني ويؤديها بصوتهِ العذب الذي أطرب الجمهور. فكان الجمهور من المهتمين بالشأن الإعلامي ومن أبناء ماسبيرو، والمستمتعين بحديث هذه الذكريات ذات العطر الجميل.
كرستين عادل