يشهد شاهد من أهلها ليس ذلك فحسب بل شهد العالم أجمع بعدما شاهد وقائع وتفاصيل وأحداث وقعت ولازالت تحدث شاهد وشاهدنا رأي العين والفؤاد مآسي تحولت بالصمود إلى ملاحم صبر وإيمان بالحق ، حماس و كل من تمسك بأرض غزة وفلسطين ورفض الانسحاب والتخلي عن وطنه صنعوا أسطورة في زمن رحلت عنه الأساطير …. أسطورة المظلوم الأبدية وما تصنعه من أثر في الأجيال أصبحت واقع تابعناه ونالنا منه الشعور بالضعف و قلة الحيلة والعجز عن رفع العدوان نالنا منه الحزن والبكاء وكان وحده الصمود سلاحهم و سلاحنا دعونا أن ينصر الله كل مظلوم في الأرض وكان اليقين بالنصر القريب رغم استحالة المعادلة واستعصائها على الخضوع لنظرية النصر بل وصفه بالقريب وليس ذلك فحسب بل النصر المبين ، سيطر الاكتئاب على كثير من القلوب وخيمت الأحزان على ملامح العالم إزاء مشاهد مفزعة تجرد من الإنسانية وتوحش بها العدو ليكون بما يفعل صاحب الامتياز الحصري في البشاعة والوضاعة والجبروت والطغيان . ستبقى تلك الأسطورة حديث النفوس والضمائر لأجيال من الجبهتين وهنا كانت البداية بداية الأسطورة بما كتبه المحلل السياسي الإسرائيلي، ألون مزراحي حيث كتب : “ما أصبح أكثر وضوحاً في هذه اللحظة الفريدة، هو أن حمااس، وهي حركة فلسطينية صغيرة، لم تَهزم إسرائيل فحسب، بل الغرب برمته.لقد انتصرت في ساحة المعركة، وانتصرت في ساحة الرأي العام. لقد تمكنت من الاستفادة بشكل مذهل، من قراءتها، وفهمها للعقلية الإسرائيلية، واستخدمت كل ما لديها بكفاءة عالية. لقد كسبت القلوب نحو القضية الفلسطينية، في جميع أنحاء العالم. ولم يتم تدميرها أو تفكيكها. لقد احتفظت تقريبًا بكل أسير، أسرته قبل 6 أشهر، ولم تستسلم لأي ضغوط. سيحكم التاريخ على الأشهر الستة الماضية، باعتبارها واحدة من أكثر الإنجازات عبقرية، ربما في التاريخ العسكري كله. من خلال شن هذه الحرب بهذه الطريقة، ومن دون التفكير أو الإحساس، جعلت إسرائيل من حمااس أسطورة المقاومة، التي ستعيش في الذاكرة الثقافية على مر العصور.لم يكن ليصدق أحد أنهم قادرون على تحقيق ذلك. لكنهم فعلوا، وغيروا التاريخ إلى الأبد. لن تعود قضية فلسطين إلى الظل مرة أخرى.
انتصرت حمااس”
حقا انتصرت المقاومة بل حب الوطن والتمسك به ويبقى هناك أمر شديد الأهمية فكل من عايش الأحداث في الأشهر الماضية يحتاج إعادة تأهيل نفسية فالعالم بعد ما حدث تغير بداخله الكثير وناله أثر ليس باليسير مما حدث فمن يعيد تأهيل العالم من يحمل على عاتقه رسالة إعادة التأهيل في المراحل القادمة من آثار الدمار والعنف ؟النصر وحده لا يكفي لمحو آثار العنف والهمجية ، لم تعتد إسرائ ل على غزة أو فلسطي ن وحدها بل اعتدت على كل من تابع وشاهد ما حدث وأصابت الجميع وأثرت سلبا في الجميع لقد تم فتح بوابة الاكتئاب العالمي من يغلقها بعد الآن ؟ للشر بوابات لا تعد ولا تحصى أقواها تلك التي تتوغل بالنفوس وتنال منها والسؤال كيف نهيئ نفوسنا ونعيد تأهيلها ومحو ما حدث ؟ من يقدر على تلك المهمة ؟